للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإفساد، وأصلهما واحد (١).

وقوله تعالى: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} قال السدي: وهو يرزق ولا يُرْزَق. (٢)

وقوله تعالى: {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} أي: وقيل لي ذلك وصارت {أُمِرْتُ} (٣) بدلاً من ذلك؛ لأنه حين قال: {أُمِرْتُ} أخبر أنه قيل له ذلك، فقوله: {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} معطوف على ما قبله في المعنى؛ لأن معنى {أُمِرْتُ}: قيل لي (٤). والآية حجة على المشركين من جهة أن من يُطْعَم هذا العالم الذي فطره، ولا يُطْعَم لغناه عن كل شيء، فواجب أن يستنصر منه ويؤمل النفع منه لا من غيره (٥).

١٦ - قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ} وقرأ (٦) حمزة والكسائي {يُصْرَفْ} بفتح الياء وكسر الراء، وفاعل الصرف على هذه القراءة الضمير


(١) ذكر نحوه الزجاج في "معانيه" ٢/ ٢٣٣، والراغب في "المفردات" ص ٦٤٠، والرازي في "تفسيره" ١٢/ ١٦٩.
(٢) أخرجه الطبري ٧/ ١٥٩، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٤/ ١٢٧٠ بسند جيد.
(٣) (أمرت) ساقط من: (ش).
(٤) هذا قول الأخفش في "معانيه" ٢/ ٢٧٠، والطبري في "تفسيره" ٤/ ١٥٩، وذكره أكثر أهل التفسير. انظر: "غرائب التفسير" للكرماني ١/ ٣٥٤، والزمخشري في "تفسيره" ٢/ ٨، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ١٣٢، وابن عطية في "تفسيره" ٥/ ١٤٣، و"زاد المسير" ٣/ ١١، و"التبيان" للعكبري ١/ ٣٢٦، والقرطبي في "تفسيره" ٦/ ٣٩٧، و"البحر المحيط" ٤/ ٨٦، و"الدر المصون" ٤/ ٥٥٨.
(٥) هذا معنى قول الزجاج في "معانيه" ٢/ ٢٣٣.
(٦) قرأ حمزة والكسائي، وأبو بكر عن عاصم (يَصْرِفْ) بفتح الياء وكسر الراء، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الراء. انظر: "السبعة" ص ٢٥٤، و"المبسوط" ص ١٦٦، و"التذكرة" ٢/ ٣٧٥، و"التيسير" ص ١٠١، و"النشر" ٢/ ٢٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>