للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يدل على هذا ما قال مقاتل: (نزلت في الحارث بن عامر (١)، كان يكذب النبي - صلى الله عليه وسلم - في العلانية، فإذا خلا مع أهله قال: ما محمد من أهل الكذب نعلم أن الذي يقوله حق، ولا يمنعنا من أن نتبعه إلا المخافة من أن يتخطفنا الناس من أرضنا -يعني: العرب- فإنا أكلة رأس ولا طاقة لنا بهم؛ فأنزل الله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ} في العلانية أنك كذاب ومفترٍ {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} في السر يعلمون أنك صادق، وقد جربوا منك الصدق فيما مضى، {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} بالقرآن بعد المعرفة) (٢). ونحو هذا قال الكلبي (٣) سواء.

وقال السدي (٤) وأبو ميسرة (٥) (٦) ....................


(١) الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي. مشرك كان يؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بمكة وقتل في بدر مع المشركين. انظر: "السيرة" لابن هشام ٢/ ٣٥٧، و"جوامع السير" ص ١٤٧، و"عيون الأثر" ١/ ٢٨٥.
(٢) "تفسير مقاتل" ١/ ٥٥٨.
(٣) "تنوير المقباس" ٢/ ١٥، وذكره الماوردي ٢/ ١٠٨، وابن الجوزي ٣/ ٢٩، و"البحر" ٤/ ١١١، وذكره ابن الجوزي عن أبي صالح عن ابن عباس.
(٤) أخرجه الطبري ٧/ ١٨٢، بسند جيد، وذكره أكثرهم.
انظر: "الثعلبي" ص ١٧٧ أ، و"أسباب النزول" للواحدي ص ٢١٩، والبغوي ٣/ ١٣٩، وابن الجوزي ٣/ ٢٨.
(٥) أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل الهمداني، أبو ميسرة الكوفي مشهور بكنيته، إمام تابعي عابد جليل صالح ثقة مخضرم. وقال بعضهم: له صحبة. توفي سنة ٣٦ هـ انظر: "طقات ابن سعد" ٦/ ١٠٦، و"الجرح والتعديل" ٦/ ٢٣٧، و"الحلية" ٤/ ١٤١، و"سير أعلام النبلاء" ٤/ ١٣٥، و"الإصابة" ٤/ ١١٤، و"تهذيب التهذيب" ٤/ ٥٩٦.
(٦) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٢٩، وأسباب النزول ص ٢١٩، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ١٨، وقال: (أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه) ا. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>