للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ}، قال أهل التفسير: (أي: فإنه يؤمن بك بعضهم دون بعض، وأنهم لا يجتمعون على الهدى) (١).

وقال أهل المعاني: (معناه: لا يشتد تحسرك على تكذيبهم ولا تجزع من إعراضهم عنك، فتقارب حال الجاهل، وغلظ الخطاب تبعيدًا وزجرًا له عن هذه الحال) (٢).

٣٦ - قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} قال مجاهد وقتادة: (يعني: المؤمنين الذين يسمعون الذكر فينتفعون به) (٣). قال قتادة: (المؤمن حي القلب سمع كتاب الله فعقله ووعاه وانتفع به، والكافر لا يصغي إلى الحق؛ لأن الله تعالى ختم على سمعه) (٤). وقال الزجاج: يعني: الذين يسمعون سماع قابلين) (٥). وقال بعض أهل اللغة: (الاستجابة: الجواب بما يوافق الداعي، والإجابة قد تكون بالمخالفة، ولا يقال: استجاب إلا لمن قبل ما دُعي إليه) (٦)، ويؤكد هذا أن ابن عباس -رحمه الله- فسر


(١) انظر: "تفسير ابن عطية" ٥/ ١٨٩، وابن الجوزي ٣/ ٣٣.
(٢) انظر: "تفسير الماوردي" ٢/ ١٠٩، وابن الجوزي ٣/ ٣٣.
(٣) تفسير مجاهد ١/ ٢١٤، وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٧/ ١٨٦، وابن أبي هاشم ٤/ ١٢٨٥، من طرق جيدة عن مجاهد.
(٤) أخرجه الطبري ٧/ ١٨٦، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٨٥ بسند جيد، وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ١٩.
(٥) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٤٥، وانظر: "معاني النحاس" ٢/ ٤٢٠ - ٤٢١.
(٦) ذكره الرازي ١٢/ ٢٠٩، وأبو حيان ٤/ ١١٧، عن علي بن عيسى الرماني، وهو قول الهمداني في "الفريد" ٢/ ١٤٤، وقال العسكري في "الفروق" ص ١٨٤: (أجاب معناه فعل الإجابة، واستجاب طلب أن يفعل الإجابة، لأن أصل الاستفعال لطلب الفعل، وصلح استجاب بمعنى أجاب؛ لأن المعنى فيها يؤول إلى شيء واحد، وذلك أن استجاب طلب الإجابة بقصده إليها، وأجاب أوقع =

<<  <  ج: ص:  >  >>