للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن الأنباري: (عظم الأمر في هذا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وخوف الدخول في جملة الظالمين؛ لأنه كان قد همّ بتقديم الرؤساء وأُولي الأموال على الضعفاء وذوي المسكنة، مقدّرًا أنه يستجر بإسلامهم إسلام قومهم وحلفائهم ومن يلوذ بهم، وكان عليه السلام لا يقصد في ذلك إلا قصد الخير، ولا ينوي ازدراء بالفقراء ولا احتقارًا، فأعلمه الله تبارك وتعالى أن ذلك غير جائز) (١).

وأما التفسير فقال ابن عباس في قوله تعالى: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} (يعبدون ربهم بالصلاة المكتوبة يعني: صلاة الصبح وصلاة العصر) (٢).

فالدعاء هاهنا العبادة في قول ابن عباس والحسن (٣) ومجاهد (٤) وقتادة (٥) والضحاك (٦) قالوا: (يعبدون الله بالصلاة المكتوبة).


(١) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٤٦، وابن الجوزي في "المسير" ٣/ ٤٧، وانظر: هذا المعنى عند الرازي ١٢/ ٢٣٥، والقرطبي ٦/ ٤٣١.
(٢) ذكره الثعلبي في "الكشف" ص ١٧٨/ أ، والبغوي ٣/ ٤٦، والرازي ١٢/ ٢٣٥، وأخرج الطبري ٧/ ٢٠٣، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٩٨ بسند جيد عن ابن عباس قال: (يعبدون ربهم بالصلاة المكتوبة)، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٢٦.
(٣) أخرجه الطبري ٧/ ٢٠٣، بسند ضعيف، وذكره هود الهواري في "تفسيره" ١/ ٥٢٧، والثعلبي ص ١٧٨/ أ، والرازي ١٢/ ٢٣٥، والقرطبي ٦/ ٤٣٢، وابن كثير ٢/ ١٥١.
(٤) "تفسير مجاهد" ١/ ٢١٥، وأخرجه الطبري ١١/ ٧/ ٢٠٣، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٩٨ بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٢٦.
(٥) أخرجه الطبري ٧/ ٢٠٤ بسند جيد، وذكره ابن الجوزي ٣/ ٤٦، وابن كثير ٢/ ١٥١.
(٦) أخرجه الطبري ٧/ ٢٠٤، وذكره ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٤/ ١٢٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>