للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال إبراهيم (١): (الدعاء هاهنا الذكر، أي: يذكرون ربهم طرفي النهار) (٢). وروي عن إبراهيم بخلاف هذا، وهو أنه قال: (هذا في الصلوات الخمس) (٣)، وهو قول جميع أهل التأويل (٤) قالوا: (هذا في الصلوات المكتوبات).

وقرأ ابن عامر: (بِالْغُدْوةِ) (٥) بالواو (٦)، وقال أبو علي: (الوجه قراءة العامة {بِالْغَدَاوةِ}؛ لأنها تستعمل نكرة وتتعرف (٧) باللام، فأما (غدوة) فمعرفة وهو علم صيغ له واسم موضوع (٨) للتعريف وإذا كان كذلك فلا ينبغي أن يُدخل عليه الألف واللام كما لا يُدخل على سائر الأعلام، وإن كانت قد كتبت في المصحف بالواو لم تدل على ذلك ألا ترى أنهم قد كتبوا


(١) إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، تقدمت ترجمته.
(٢) أخرجه الطبري ٧/ ٢٠٥، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٩٨ بسند جيد وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٢٦.
(٣) أخرجه الطبري ٧/ ٢٠٤ بسند جيد وذكره الماوردي ٢/ ١١٧ وابن الجوزي ٣/ ٤٦.
(٤) أخرجه الطبري ٧/ ٢٠٣ - ٢٠٤، بسند جيد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري وعن عامر الشعبي وغيرهم، والظاهر عموم ذكر الله سبحانه وتعالى، وأول ذلك الصلاة المكتوبة والنوافل وذكره تعالى طرفي النهار، وهو اختيار الطبري ٧/ ٢٠٥ - ٢٠٦، وابن عطية ٥/ ٢٠٩.
(٥) جاء في (أ): (بالغداة)، والرسم القرآني (بِالْغَدَوةِ) بالواو.
(٦) قرأ ابن عامر {بِالغُدْوةِ} بضم الغين وسكون الدال وواو بعدها من غير ألف، وقرأ الباقون بفتح الغين والدال وألف بعدها من غير واو.
انظر: "السبعة" ص ٢٥٨، و"المبسوط" ص ١٦٨، و"التذكرة" ٢/ ٣٩٨، و"التيسير" ص ١٠٢، و"النشر" ٢/ ٢٥٨.
(٧) في (ش): (ويتعرف)، ووضع عليها في (أ) طمس، والتصحيح من "الحجة" لأبي علي ٣/ ٣١٩.
(٨) في (أ): (موضع)، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>