للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وانفرد أبو إسحاق بقوله (١).

وقوله تعالى {حَيْرَانَ}، قال الأصمعي (٢): (يقال: حار يحَار حيرة وحيرًا) (٣)، وزاد الفراء: (حيرانًا وحيرورة) (٤).

ومعنى الحيرة (٥): هي التردد في الأمر لا يهتدي إلى مخرج منه ولا يتوجه له طريق، ومنه يقال: الماء يتحيّر في الغيمِ أي: يتردد، وتحيّرت الروضة بالماء إذا امتلأت فتردد فيها الماء.

ومنه قول لبيدٍ (٦):


(١) قال الأزهري في "تهذيبه" ٤/ ٣٨١٣: (جعله الزجاج من هوِي بفتح الهاء وكسر الواو يَهْوَى بالفتح) اهـ. فيكون من هوى النفس، وليس من هَوَى بالفتح يَهْوِي بكسر الواو إلى الشيء إذا أسرع إليه.
وقال أبو حيان في "البحر" ٤/ ١٥٥: (جعله الزمخشري من الهوى، وهو الميل والمودة، أي: أمالته الشياطين عن الطريق الواضح إلى المهمه القفر) ا. هـ. بتصرف، وانظر: "الكشاف" ٢/ ٢٨، والقرطبي ٧/ ١٨.
(٢) "تهذيب اللغة" ١/ ٦٩٥ (حار).
(٣) في (ش): (يحار، حيرة وحيرة)، ولعل حيرة الثانية تحريف عن: وحيرًا.
(٤) ذكره الرازي ١٣/ ٣٠، والمصدر: حيرورة، ذكره القرطبي ٧/ ١٨، والشوكاني ٢/ ١٨٨، وفي "البحر" ٤/ ١٤٤ قال: (حارَ يحَارُ حَيْرَة وحَيْرًا وحيرانًا وحيرورة) ا. هـ. والنص عن الفراء لعله من كتاب المصادر المفقود.
(٥) انظر: "العين" ٣/ ٢٨٨، و"الصحاح" ٢/ ٦٤٠، و"مقاييس اللغة" ٢/ ٢٣، و"المفردات" ص ٢٦٣، و"عمدة الحفاظ" ص ١٤٥ (حير).
(٦) "ديوانه"ص ١٥٣، و"تهذيب اللغة" ١/ ٦٩٨، و"اللسان" ٢/ ١٠٦٧ (حار)، وتحيرت: امتلأت وأقام فيها الماء ولم يشرب، والدبار: جمع دبرة، وهي الساقية ومجاري الماء في المزرعة، والزلف: جمع زلفة، وهي مصانع الماء، والقِتْبُ -بالكسر-: السانية وأدواتها، والمحزوم: المربوط بالحزام. انظر: "اللسان" ٦/ ٣٥٢٤ (قتب).

<<  <  ج: ص:  >  >>