للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن جريج: (هذا من قول الله تعالى على جهة فصل القضاء بذلك بين إبراهيم ومن حالفه) (١).

وقوله تعالى: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قال ابن عباس: (لم يخلطوا إيمانهم بشرك) (٢).

وقال سعيد بن جبير: ({بِظُلْمٍ} أي: بكفر وشرك) (٣).

وروى علقمة عن ابن مسعود: (قال لما نزلت هذه الآية شق ذلك على المسلمين فقالوا: يا رسول الله! وأينا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول (: "ليس ذلك، إنما هو [الشرك] (٤)، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: ١٣]) (٥) ".


(١) أخرجه الطبري ٧/ ٢٥٤ بسند جيد عن ابن زيد وابن إسحاق. وذكره ابن عطية ٥/ ٢٦٧، ولم أقف عليه عن ابن جريج، وأخشى أن يكون الناسخ أو الواحدي وهم في نسبة الأقوال، فالقول الأول مشهور عن ابن جريج. والثاني عن ابن زيد، والظاهر أن الآية خبر من الله سبحانه وتعالى وهو اختيار الطبري ٧/ ٢٥٥، وابن عطية ٥/ ٢٦٨، وابن كثير ٢/ ١٧٠، قال ابن عطية: (هذا هو البين الفصيح الذي يرتبط به معنى الآية ويحسن رصفها) اهـ.
وقال ابن القيم، كما في "بدائع التفسير" ٢/ ١٥٣: (في هذه الآية حكم الله سبحانه بين الفريقين بالحكم العدل الذي لا حكم أصلح منه) اهـ.
(٢) أخرجه الطبري ٧/ ٢٥٧ من طرق جيدة، انظر: "الدر المنثور" ٣/ ٤٩، وانظر: معنى الظلم في "الزاهر" ١/ ١١٦.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٣٣٣ بسند جيد وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٥٠.
(٤) في (ش): (شرك).
(٥) أخرجه البخاري في تفسير سورة لقمان، ومسلم (٤٧٧٦)، (١٩٧ - ١٩٨)، مع بعض الاختلاف؛ وانظر: شرحه في "شرح مسلم" للنووي ٢/ ١٨٧ - ١٨٨, و"الفتاوى" لشيخ الإسلام ٧/ ٧٩ - ٨٠، و"فتح الباري" ١/ ٨٧ - ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>