للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {قُلِ اللَّهُ}، قال الفراء: (هذا جواب لقوله: {مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ} {قُلِ اللَّهُ} أي: الله أنزله) (١).

قال أبو بكر: (فلما وضح معنى الإنزال لم يذكر إفراد الاسم، ألا ترى أن الرجل يقول للرجل: إذا قيل لك: من قام؟ فقل: زيد، تريد (٢) فقل: زيد قام) (٣).

قال الفراء (٤): (وإن شئت قلت: قل هو الله .. (٥) قال أبو بكر: (فأضمر هو في هذا الموضع كما أضمر في قوله: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} [الكهف: ٢٢]، وفي قوله: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ} [النساء: ٨١]) (٦).

وقال أهل المعاني: (هذا من حسن تعليم السؤال والجواب).


= للمسلمين"، وفي "الدر المنثور" ٣/ ٥٤ عن مجاهد قال: ((وعلمتم) معشر العرب {مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ})
(١) "معاني الفراء" ١/ ٣٤٣.
(٢) في (ش): (يريد)، بالياء.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) "معاني الفراء" ١/ ٣٤٣.
(٥) في (أ): (قل هو الله أحد)، ولعل زيادة (أحد) وهم من الناسخ.
(٦) لم أقف عليه. وأكثرهم على أن المعنى: قل الله أنزله، قال شيخ الإسلام في "الفتاوى" ١٠/ ٥٥٩: (المعنى: قل الله أنزل الكتاب، وهو كلام تام وجملة اسمية مركبة من مبتدأ وخبر، حذف الخبر لدلالة السؤال على الجواب، وهو قياس مطرد كثير في كلام العرب) ا. هـ. ملخصًا. ونحوه قال ابن القيم في "بدائع التفسير" ٢/ ١٦٣ - ١٦٦، وقال: (هذا معنى الآية الذي لا تحتمل غيره) اهـ، وقال ابن كثير ٢/ ١٧٥: (قال ابن عباس: أي: قل الله أنزله، وورد هو المتعين، لا ما قاله بعضهم من أن المعنى لا يكون خطابك لهم إلا كلمة: الله، وهذا أمر بكلمة مفردة من غير تركيب، وهو في لغة العرب لا يفيد فائدة يحسن السكوت عليها) ا. هـ. بتصرف، وانظر: الطبري ٧/ ٢٧٠، والسمرقندي ١/ ٥٠٠، وابن الجوزي ٣/ ٨٤، و"الدر المصون" ٥/ ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>