للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} احتج جل وعز في نفي الولد بأنه خالق كل شيء، وليس كمثله شيء, فكيف يكون الولد لمن لا مثل له، وإذا نسب إليه الولد فقد جعل له مثل (١)، فالآية متضمنة للحجة على استحالة أن يكون لله ولد؛ لأن {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} لا مثل له، والولد لا يصح إلا مع المماثلة.

وقوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} قال ابن عباس: (لأنه هو الخالق لخلقه) (٢).

١٠٢ - قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} ارتفع {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} على أنه خبر ابتداء محذوف، كأنه قيل: هو خالق كل شيء؛ لأنه لما تقدم ذكره استغنى عن هو (٣).

وقوله تعالى: {فَاعْبُدُوهُ} قال ابن عباس: (فأطيعوه) (٤)، وقيل: وحدوه (٥).

وقوله تعالى: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} قد ذكرنا معنى الوكيل (٦) في صفة الله تعالى، وقال بعض أصحاب المعاني: (إنما جاز وصف القديم


(١) ما تقدم هو نص كلام الزجاج في "معانيه" ٢/ ٢٧٨، ونحوه ذكره الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٩٨، والنحاس في "معانيه" ٢/ ٤٦٦.
(٢) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٩٣ بدون نسبة.
(٣) انظر: "معاني الفراء" ١/ ٣٤٨، و"إعراب النحاس" ١/ ٥٧١، و"الكشاف" ٢/ ٤١، و"التبيان" ١/ ٣٥٢، و"الفريد" ٢/ ٢٠٦، و"الدر المصون" ٥/ ٩١.
(٤) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٩٣، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ١٧٣ بدون نسبة.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٤/ ١٣٦٢ عن ابن عباس، وهو قول مقاتل في "تفسيره" ١/ ٥٨٢، وقال السمرقندي في "تفسيره" ١/ ٥٠٥: (يعني: وحدوه وأطيعوه) ا. هـ.
(٦) انظر: "البسيط" النسخة الأزهرية ١/ ٢٠٦/ أ، و٢١٥ أ، ٢١٨ أ، و٢١٩ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>