للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شَيْءٍ} في الدنيا. الوجه الثاني: أن يكون (قُبُلًا) جمع قبيل (١) بمعنى الصنف، المعنى: {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ} [قبيلًا قبيلاً] (٢)، والأعجوبة في هذا هو جمع الأشياء جنسًا جنسًا، وجمع الأشياء ليس في العرف (٣) أن تجمع وتحشر إلى موضع. الوجه الثالث: أن يكون (قُبلًا) بمعنى (قِبلًا) (٤) أي: مواجهة ومعاينة، كما فسره أبو زيد (٥)، وهذا في المعنى كالقراءة (٦) الأولى (٧).


(١) قبيل: بفتح القاف، وكسر الياء: وهم الجماعة، والصنف، وهذا الوجه قول الأخفش في "معانيه" ٢/ ٢٨٦، وأبي عبيدة في "المجاز" ١/ ٢٠٤، واليزيدي في "غريب القرآن" ص ١٤١، وابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ١/ ١٦٩، ومكي في "تفسير المشكل" ص ٧٩، وقال الإِمام البخاري في "صحيحه" ٨/ ٢٩٦، مع فتح الباري: (قُبلا جمع قبيل، والمعنى: أنه ضروب للعذاب، كل ضرب منها قبيل) ا. هـ، وقال ابن الأنباري في قصيدة في "مشكل اللغة"، وشرحها في مجلة "مجمع اللغة" ٤/ ٦٤/ ٦٤٧: (القبل، بالضم: الضروب والجماعات من العذاب، جمع قبيل) ا. هـ.
(٢) في (أ): (قبلًا قبيلًا) ولعله تصحيف.
(٣) في "الحجة" لأبي علي ٣/ ٣٨٦، بعد ذكر ما تقدم قال: (فموضع ما يبهر هو اجتماعها مع أن ذلك ليس في العرف).
(٤) أي يكون قبلاً: بالضم، بمعنى قبلًا بكسر القاف وفتح الباء.
(٥) وكذلك المبرد كما حكاه النحاس في "إعراب القرآن" ٥٧٤ عنه.
(٦) ما تقدم: هو قول أبي علي في "الحجة" ٣/ ٣٨٤ - ٣٨٧، بتصرف. انظر: "معاني القراءات" ١/ ٣٨٠، و"الحجة" لابن زنجلة ص ٢٦٧، و"الكشف" ١/ ٤٤٦.
(٧) ذكر نحو ما تقدم أكثرهم. انظر: "معاني الفراء" ١/ ٣٥٠، والزجاج ٢/ ٢٨٣ , والنحاس ٢/ ٤٧٥، و"تفسير السمرقندي" ١/ ٥٠٧، وابن عطية ٥/ ٣٢١، وابن الجوزي ٣/ ١٠٧، والقرطبي ٧/ ٦٦، وذكره الرازي ١٣/ ١٥٠، السمين في "الدر" ٥/ ١١٢، عن الواحدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>