للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٢٦ - قوله تعالى: {وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا}. قال ابن عباس: (يعني: التوحيد) (١)، وقال ابن مسعود: (يعني: القرآن) (٢).

وقال عطاء، عن ابن عباس: (يريد: هذا الذي أنت عليه يا محمد دين ربك مستقيمًا) (٣).

وقال بعض أهل المعاني: (الإشارة وقع إلى البيان الذي جاء في القرآن) (٤) وانتصب {مُسْتَقِيمًا} على الحال والعامل فيه معنى (هذا) وذلك أن ذا (٥) يتضمن معنى الإشارة، كقولك: هذا زيد قائمًا، معناه: أشير إليه في حال قيامه، وإذا كان العامل في الحال معنى الفعل لا الفعل لم يجز تقديم الحال عليه، لا يجوز قائمًا هذا زيد (٦)، ويجوز ضاحكًا جاء زيد،


(١) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١١٨، وابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ١٢١، وأخرج الطبري في "تفسيره" ٨/ ٣٢، بسند ضعيف عن ابن عباس قال: (يعني: الإسلام).
(٢) ذكره الثعلبي في "الكشف" ١٨٤ أ، والواحدي في "الوسيط" ١/ ١١٨، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ١٢١.
(٣) ذكره الرازي في "تفسيره" ١٣/ ١٨٧، عن ابن عباس، وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١١٨، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ١٢٢، من قول عطاء فقط، وجميع ما سبق معانٍ متقاربة، وقد أخرجها الطبري في "تفسيره" ١/ ٧١ - ٧٥، وابن أبي حاتم ١/ ٣٠، بأسانيد مختلفة عن هؤلاء الأئمة وغيرهم في "تفسير سورة الفاتحة".
(٤) هذا قول الطبري في "تفسيره" ٨/ ٣٢.
(٥) في (ش): (وذلك إذ ذا)، وهو تحريف.
(٦) لأنها حال مؤكدة، وصراط الله تعالى لا يكون إلا مستقيمًا، بخلاف الحال المنتقلة نحو: جاء زيد راكبًا، ونحو هذا زيد قائمًا فيجوز أن يفارق زيد الركوب أو القيام. انظر: "إعراب النحاس" ١/ ٥٧٩، و"المشكل" ١/ ٢٧٠، و"غرائب التفسير" ١/ ٣٨٤, و"البيان" ١/ ٣٣٩ و"التبيان" ٣٥٨, و"الفريد" ٢/ ٢٢٧، و"الدر =

<<  <  ج: ص:  >  >>