للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألا ترى أنه فصل بين أن واسمها بما يتعلق بخبرها , ولو كان بغير الظرف لم يجز، ألا ترى أنهم لا يجيزون إن زيدًا عمرًا (١) ضارب إذا نصبت زيدًا (٢) بضارب (٣)، فإذا لم يجيزوا الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف في الكلام مع اتساعهم في الظرف في الكلام، وإنما يجوز في الشعر، كقوله:

كَمَا خُطَّ الكِتابُ بِكَفِّ يَوْمًا ... يَهودِي يُقَارِبُ أَوْ يُزيلُ (٤)

فأن لا يجوز في المفعول به الذي لم يتسع فيه بالفصل أجدر، ووجه ذلك على ضعفه وقلة الاستعمال أنه قد جاء في الشعر [الفصل] (٥) على حد ما قرأه، قال الطرماح:


= و"الدر المصون" ٥/ ١٦٣، و"مغني اللبيب" ٢/ ٦٩٣، وقوله: (فلا تلحني) أي: تلمني. و (جَمّ)، بفتح الجيم وتشديد الميم: كثير. و (بلابله): جمع بلبلة بالفتح، وهي شدة الهم، والوسوسة. والشاهد: رفع مصاب على أنه خبر أن مع إلغاء الجار والمجرور؛ لأنه من صلة الخبر وتمامه. انظر: "شرح شواهد المغني" للسيوطي ٢/ ٩٦٩.
(١) و (٢) في (أ): (عمروا).
(٣) جاء في النسخ: إذا نصبت عمرًا بضارب، والتصحيح من "الحجة" لأبي علي ٣/ ٤١٢.
(٤) الشاهد لأبي حية النميري في "الكتاب" ١/ ١٧٨ - ١٧٩، و"الإنصاف" ص ٣٤٩، وبلا نسبة في "المقتضب" ٤/ ٣٧٧، و"الأصول" ٢/ ٢٢٧، ٣/ ٤٦٧، و"الخصائص" ٢/ ٤٠٥، و"غرائب التفسير" للكرماني ١/ ٣٨٨، و"أمالي" ابن الشجري ٢/ ٥٧٧، و"تفسير ابن عطية" ٥/ ٣٦٠، والقرطبي ٧/ ٩٣، و"البحر المحيط" ٤/ ٢٢٩، و"الدر المصون" ٥/ ١٦٣.
والشاهد: (بكف يومًا يهودي) حيث فصل بالظرف بين المضاف والمضاف إليه.
(٥) لفظ: (الفصل) ساقط من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>