للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: ومنهم من يقول: مصاوب فيجيء به على الأصل والقياس) (١)، وقول (٢) سيبويه: (وهو غلط) يعني: أنه توهم الياء التي في مصيبة -وهي (٣) منقلبة عن العين التي هي واو- الياء التي (٤) للمد في نحو: [سفينة وصحيفة، وهمزوا الياء المنقلبة عن الواو التي هي عين الفعل كما همزوا الياء التي للمد (٥) في نحو] (٦) سفائن وصحائف، ولا يشبه هذه الياء تلك، ألا ترى أن هذه منقلبة عن واو هي عين أصلها الحركة، وتلك زائدة للمد لا حظ لها في الحركة). وقد ذكرنا الكلام مستقصى في المصائب عند قوله (٧): {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} [البقرة: ١٥٦]، (ومثل هذا مما حمل على الغلط قول بعضهم في جمع مَسِيل: مسلان، فمسيل مفعل والياء فيه عين الفعل، فتوهم من قال في جمعه: مسلان أنها زائدة للمد فجمعه على فعلان كما يجمع قضيب على قضبان، وعلى هذا (٨) التوهم أيضًا جمعوا مسيلًا أمسلة. وقد جاء ذلك في شعر هذيل، قال أبو ذؤيب (٩):

وَأَمْسِلَةٍ مَدَافِعُها خَلِيفُ (١٠)


(١) "الكتاب" ٤/ ٣٥٦.
(٢) في (أ): (وقال)، وهو تحريف.
(٣) (وهو)، وهو تحريف.
(٤) في "الإغفال" (التي تزاد للمد).
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٦) في "الإغفال" ص ٧٤٢: صفائح.
(٧) انظر "البسيط" النسخة الأزهرية ١/ ٩٨ أ.
(٨) هذا من "الحجة" ٣/ ٨.
(٩) أبو ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي. تقدمت ترجمته.
(١٠) "شرح ديوان الهذليين" للسكري ١/ ١٨٥، و"المخصص" ٥/ ١٢٣, ١٠/ ١٠٧، و"الدر المصون" ٥/ ٢٥٩، وصدره:
بَوادٍ لا أنِيسَ به يَبَابٍ
ويباب بالفتح؛ خراب فقر ليس فيه أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>