للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَيَاعَجَبِي حَتَّى كُلَيْبٌ تَسُبنُّي (١)

ويؤكد القول الأول أن ذكر عظم الظلم يقتضي ذكر الوعيد (٢) بالعذاب.


(١) البيت للفرزدق في "ديوانه" ١/ ٤١٩، وعجزه:
كَأنَّ أَبَاهَا نَهْشَلٌ أَوْ مُجَاشِعُ
وهو في "الكتاب" ٣/ ١٨، و"الأصول" ١/ ٤٢٥، و"نزهة الأعين" لابن الجوزي ص ٢٤٤، و"المغني" لابن هشام ١/ ١٢٩ وبلا نسبة في: "المقتضب" ٢/ ٣٩، و"معاني الحروف" للرماني ص ١٦٥، و"الموضح في التفسير" للحدادي ص ٥٦، و"رصف المباني" ص ٢٥٧، و"الدر المصون" ٥/ ٣١٠.
وكليب: هو ابن يربوع بن حنظلة بطن من ربيعة من عامر بن صعصعة، وهو رهط جرير. انظر: "نهاية الأرب" ص ٣٦٦، ونهشل: بطن من حنظلة من تميم. انظر: "نهاية الأرب" ص٣٧٠. ومجاشع: بطن من دارم من تميم، وهو رهط الفرزدق. انظر: "نهاية الأرب" ص ٣٨٦، والشاهد: حتى كليب، حيث جاءت (حتى) حرف ابتداء، ودخلت على الجملة الاسمية، وانظر: "شرح شواهد المغني" للسيوطي ١/ ١٤، و"الخزانة" ٩/ ٤٧٥.
(٢) والظاهر والله أعلم هو عموم ما كتب عليهم من أجل وعمل ورزق في أم "الكتاب"، وهو اختيار ابن القيم كما في "بدائع التفسير" ٢/ ٢٠٩ - ٢١٠، فقد ذكر عامة الأقوال التي ذكر الواحدي ثم قال: (والصحيح القول الأول وهو نصيبهم الذي كتب لهم أن ينالوه قبل أن يخلقوا، ونصيبهم يتناول الأمرين، نصيبهم من الشقاوة، ونصيبهم من الأعمال التي هي أسبابها، ونصيبهم من الأعمار التي هي مدة اكتسابها، ونصيبهم من الأرزاق التي استعانوا بها على ذلك، فعمت الآية هذا النصيب كله، وذكر هؤلاء بعضه، وهؤلاء بعضه هذا على القول الصحيح، وأن المراد ما سبق لهم في أم "الكتاب" , ولهذا القول وجه حسن وهو أن نصيب المؤمنين من الرحمة والسعادة، ونصيب هؤلاء من العذاب والشقاوة، فنصيب كل فريق منه ما اختاروه لأنفسهم وآثروه على غيره، كما أن حظ المؤمنين منه كان الهدى والرحمة فحظ هؤلاء منه الضلال والخيبة، فكان حظهم من هذه النعمة أن صارت نقمة وحسرة عليهم) اهـ. ملخصًا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>