للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما يقال إزار ومِئْزر ولحِاف ومِلْحف وقِناع ومِقْنع) (١)

قال الزجاج: (والمعنى: لا يدخلون الجنة أبدًا) (٢).

قال ابن الأنباري: (وإنما خص الجمل من بين الحيوان بالذكر إذ كان أكثر شأنًا عند العرب من سائر الدواب، والعرب تقدمه في القوة علي سائرها من أجل أنه يوقر بحمله وهو بارك فينهض به، ولم تر العرب أعظم منها (٣) جسمًا فيما رأت من الحيوان) (٤).

وقال أهل المعاني (٥): علق الله تعالى (٦) دخولهم الجنة بولوج الجمل في سم الخياط. فكان ذلك نفيًا لدخولهم الجنة على التأبيد، وذلك أن العرب إذا علقت ما يجوز كونه بما لا يجوز كونه استحال كون (٧) ذلك الجائز الكون؛ كما يقال: لا يكون هذا حتى يَشِيبَ الغُرَاب، وحتى يَبْيَض القار (٨) وكما قال الشاعر:


= و"الصحاح" ٣/ ١١٢٥، و"مجمل اللغة" ٢/ ٣٠٨، و"المفردات" ص ٣٠٢، و"اللسان" ٣/ ١٣٠٢ (خيط).
(١) "معاني الفراء" ١/ ٣٧٩، ومثله ذكر الطبري ٨/ ١٧٨.
(٢) "معاني القرآن" ٢/ ٣٣٨، وهو قول عامة المفسرين. انظر: "الطبري" ٨/ ١٧٨، و"معاني النحاس" ٣/ ٣٥، والسمرقندي ١/ ٥٤٠، والماوردي ٢/ ٢٢٢.
(٣) كذا في النسخ: "منها" أي الجمال، والأولى (منه) أي الجمل.
(٤) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ١٩٧.
(٥) ذكره الخازن ٢/ ٢٢٩ عن بعض أهل المعاني.
(٦) لفظ: (تعالى) ساقط من (ب).
(٧) في (ب): (استحال دون).
(٨) ذكره ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ص ١٧٧، وقولهم: (لا يكون هذا حتى يشيب الغراب ويبيض القار) يتمثل به في اليأس عن الشيء. انظر: "جمهرة الأمثال" ١/ ٣٦٣، و"المستقصى" للزمخشري ٢/ ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>