للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَفَوْا} يعني: كثروا، وفي بعض الحديث: (إذا عفا الوَبَر وبرأ الدبر حلت العمرة لمن اعتمر) (١).

ويقال للشعر إذا طال ووَفَى: عما (٢) ومنه قول زهير:

أَذَلكَ أم أَقَبُّ البَطْنِ جأبٌ ... عليه من عَقِيقَتِهِ عِفَاءُ (٣)

وقد عَفَّيت الشيء وأعْفَيتهُ لغتان إذا كثرته (٤) ومنه قوله عليه السلام أنه:


(١) هذا طرف من كلام ابن عباس -رضي الله عنهما- أخرج البخاري رقم (١٥٦٤) كتاب الحج، باب التمتع والإقران والإفراد، وفي رقم (٣٨٣٢) كتاب مناقب الأنصار، باب: أيام الجاهلية، ومسلم في "صحيحه" كتاب الحج، باب: تقليد الهدى وإشعاره عند الإحرام رقم (١٢٤٠)، عن ابن عباس قال: (كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من الفجور ويجعلون المحرم صفر، ويقولون: إذا برأ الدبر وعفا الأثر حلت العمرة لمن اعتمر ..) قال الإمام النووي في "شرح مسلم" ٣/ ٣٠٨ - ٣٠٩: (يعني: أهل الجاهلية، والدبر: يعنون دبر ظهور الإبل بعد انصرافها من الحج فإنها كانت تدبر بالسير عليها للحج، وعفا الأثر أي: درس وامحى والمراد أثر الإبل وغيرها في سيرها عفا أثرها لطول مرور الأيام) اهـ, وانظر: "النهاية" ٣/ ٢٦٦.
(٢) ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٤٩٠، عن أبي عبيد عن الكسائي، وانظر: "الكامل المبرد" ١/ ٤٣٠.
(٣) الشاهد في "شرح ديوان زهير" لثعلب ص ٧٥، و"تهذيب اللغة" ٣/ ٢٤٩٠، و"اللسان" ٥/ ٣٠٢٠ (عفا)، و"الدر المصون" ٥/ ٣٨٩، (والأقب الضامر، والجأب، الغليظ، وعقيقته وبره، والعفاء: صغار الوبر والريش، وهو هنا شعر الحمار الذي ولد وهو عليه، يقول: أذلك الظليم أم هذا الحمار يشبه ناقتي أفاده ثعلب وقال ويروي: أذلك أم شَتِيم الوجهِ جأْب، وشتيم كريه الوجه صاحب شر) اهـ. وهو كذلك في "ديوانه" ص ١٥.
(٤) في (ب): (إذا كثر به).

<<  <  ج: ص:  >  >>