للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {فَمَرَّتْ بِهِ}. أي: استمرت بذلك الحمل الخفيف، وقامت وقعدت لم يُثقلها.

قال الكلبي (١) والزجاج (٢): وقوله: {فَلَمَّا أَثْقَلَتْ}. أي: صارت إلى حال الثقل ودنت ولادتها. {دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا}. يعني: آدم وحواء (٣). {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا} بشرًا سويًا مثلنا، وذلك أنهما أشفقا أن يكون بهيمة أو شيئًا سوى الإنسان، ويأتي بيان هذا في الآية الثانية.

١٩٠ - قوله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا}.

قال المفسرون (٤): (لما حملت حواء أتاها إبليس في غير صورته التي عرفته حواء، وقال لها: ما الذي في بطنك؟ قالت ما أدري. قال: إني أخاف أن يكون بهيمة أو كلبًا أو خنزيرًا، وما يدريك من أين يخرج أمن دبرك فيقتلك أو ينشق بطنك، فخافت حواء، فذكرت ذلك لآدم، فلم يزالا في هم من ذلك، ثم أتاها، وقال: إن سألت الله أن يجعله خلقًا سويًّا


(١) "تنوير المقباس" ٢/ ١٤٦، وهو قول الأكثر، انظر: "مجاز القرآن" ١/ ٢٣٦، و"تفسير غريب القرآن" ص ١٨٤، و"تفسير الطبري" ٩/ ١٤٤، وقد أخرج من طرق جيدة نحوه عن مجاهد والحسن وقتادة والسدي، وانظر: "نزهة القلوب" ص ٢٠٣، و"معاني النحاس" ٣/ ١١٣، والسمرقندي ١/ ٥٨٨، والثعلبي ٦/ ٢٨ ب، والماوردي ٢/ ٧٥.
(٢) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٩٥، وهو قول الفراء في "معانيه" ١/ ٤٠٠.
(٣) انظر: "تفسير الطبري" ٩/ ١٤٤، و"معاني الزجاج" ٢/ ٣٩٥، و"النحاس" ٣/ ١١٤، والسمرقندي ١/ ٥٨٨، والثعلبي ٦/ ٢٨ ب، والماوردي ٢/ ٧٥.
(٤) ذكره عن المفسرين ابن قتيبة في "تأويل مشكل القرآن" ص ٢٥٨، والواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٨٣، وانظر: "معاني الفراء" ١/ ٤٠٠، و"تفسير غريب القرآن" ١/ ١٨٤، و"معاني الزجاج" ٢/ ٣٩٥، و"الكامل" لابن الأثير ١/ ٤٥، والقرطبي ٧/ ٣٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>