للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(عني بهذا من أشرك من ذرية آدم ولم يعن آدم) (١).

وروى سعيد (٢) عن قتادة أنه كان يقول هذه الآية ويقول: (هم اليهود والنصارى رزقهم الله أولادًا فهودوا ونصّروا) (٣). وقال عكرمة: (جعلها لمن بعد آدم ممن أشرك بالله) (٤).

ويتوجه قول هؤلاء على ما ذكرنا من حذف المضاف، وهو اختيار ابن كيسان؛ لأنه قال: (هم الكفار جعلوا له شركاء، سموا أولادهم عبد العزى، وعبد اللات، وعبد مناة) (٥).


(١) أخرجه عبد الرزاق ١/ ٢/ ٢٤٥، والطبري ٩/ ١٤٨، من طرق جيدة، وقال ابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٣٠٥: (أخرجه ابن جرير عن الحسن بأسانيد صحيحة وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية) اهـ.
(٢) سعيد هو راوية قتادة وأثبت الناس فيه، سعيد بن أبي عروبة البصري، إمام ثقة، تقدمت ترجمته.
(٣) أخرجه الطبري ٩/ ١٤٨، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٣٤ بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٢٧٩، وزاد نسبته إلى (عبد بن حميد، وابن المنذر).
(٤) ذكره النحاس في "معانيه" ٣/ ١١٦، والثعلبي ٦/ ٣٠ ب، والبغوي ٣/ ٣١٤، والقرطبي ٧/ ٣٣٩.
(٥) ذكره الثعلبي ٦/ ٣٠ ب، والبغوي ٣/ ٣١٤، والخازن ٢/ ٣٢٥، وهذا القول هو الظاهر الذي عليه أهل التحقيق، وقد استحسنه البغوي ٣/ ٣١٤، والخازن ٢/ ٣٢٥، وقال النحاس في "معانيه" ٣/ ١١٦: (هذا القول أولى والله أعلم، من أن ينسب إلى الأنبياء عليهم السلام مثل هذا) اهـ.
وقال في "إعرابه" ٢/ ١٦٧: (هذا قول حسن)، وقال القرطبي ٧/ ٣٣٩: (هذا قول حسن وهو الذي يعول عليه) اهـ.
وقال أبو حيان في "البحر" ٤/ ٤٤٠: (من جعل الخطاب للناس وليس المراد في الآية بالنفس وزوجها آدم وحواء أو جعل الخطاب لمشركي العرب ولقريش فيتسق الكلام اتساقًا حسنًا من غير تكَلف تأويل ولا تفكيك). =

<<  <  ج: ص:  >  >>