للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أهل العلم وأصحاب التأويل في هذه الآية: يجوز أن يكون هذا القول عنادًا منهم، وذلك أن المعاند قد تحمله شدة عداوته للمحق (١) على إظهار مثل هذا القول لتوهم أنه على بصيرة من أمره، ويجوز أن يكونوا قالوا هذا على شبهة تمكنت من نفوسهم، ولو عرفوا بطلان ما هم عليه ما قالوا مثل هذا القول؛ فقولهم: {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} مع علمهم أن الله قادر على ذلك يدل على أنهم لم يعتقدوا ولم يعرفوا أن ما أتى به محمد هو حق من عند الله، وإذا لم يكن هو الحق عندهم لم يصبهم هذا النبلاء الذي طلبوه عند أنفسهم؛ لأنهم شرطوا كونه حقًّا (٢).

قال عطاء: ثم حاق بالنضر ما سأل من العذاب الأليم يوم بدر؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتله صبرًا (٣).

وقال أهل المعاني: هذه الآية ذم لهم في دفع الحق بأغلظ ما يكون من المناصبة له (٤) حتى طلبوا إمطار الحجارة من السماء به (٥) إيهامًا أنهم على غاية الثقة فيه أنه ليس بحق (٦).


(١) في (ح): (للحق).
(٢) انظر: "النكت والعيون" ٢/ ٣١٣، و"المحرر الوجيز" ٦/ ٢٧٩، و"الكشاف" ٢/ ١٥٥، و"البحر المحيط" ٤/ ٤٨٨ - ٤٨٩.
(٣) رواه الثعلبي ٦/ ٥٧ أ، والبغوي ٣/ ٣٥١ دون ذكر القتل، وقد رويا قتله صبرًا عن سعيد بن جبير، ورواه أيضًا عنه أبو عبيد في كتاب "الأموال" ص ١٧١، وابن أبي شيبة في "المصنف" ١٤/ ٣٧٢.
(٤) ساقط من (ح).
(٥) ساقط من (س).
(٦) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>