للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحروف الصحيحة، وقالوا في الوقف: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ} [القيامة: ٢٦] فلم تحذف كما حذفت الياء من قوله: {الْكَبِيرُ الْمُتَعَال} [الرعد: ٩] وهذا يدلك على أنها بالحركة قد صارت في حكم الصحيح، وإذا صار كذلك جاز الإدغام فيها كما جاز في الصحيح، وعلى هذا جاء ما أنشد من قوله (١):

عَيُّوا بأمرهم كما ... عيّت ببيضتها الحمامه

وقال المتلبس (٢):

فهذا أوان العرض حي ذبابة ... زنابيره والأزرق المتلمس (٣)


(١) البيت لعبيد بن الأبرص كما في "ديوانه" ص ١٣٨، و"أدب الكاتب" ص ٥٤، و"الحيوان" ٣/ ١٨٩، و"شرح أبيات سيبويه" ٢/ ٤٣٠، و"لسان العرب" (حيا) ٢/ ١٠٨٠.
(٢) هو: جرير بن عبد العزى -أو عبد المسيح- من بني ضبيعة من ربيعة، شاعر جاهلي من أهل البحرين، وهو خال طرفة بن العبد، صاحب المعلقة وكان ينادم ملك العراق عمرو بن هند ويمدحه ثم هجاه فأراد عمرو قتله ففر إلى الشام، وتوفي نحو سنة ٥٠ ق هـ. انظر: "الشعر والشعراء" ص ٩٩، و"الأعلام" ٢/ ١١٩.
(٣) البيت في "ديوانه" ص ١٢٣، وانظر: "شرح ديوان الحماسة" للمرزوقي ٢/ ٦٢٢، و"المعاني الكبير" ٢/ ٤٠٦.
قال المرزوقي في الموضع السابق: يروى (جُنّ ذبابه) أي كثر ونشط، والعرض: واد من أودية اليمامة، وكأنه قال: وهذا الذي ذكرت هو في هذا الأوان، وقوله (حيّ ذبابه) أي عاش بالخصب فيه، وزنابيره يرتفع على أنه بدل من الذباب, وذباب الروض قد تسمى زنابير وقوله (والأزرق) إشارة إلى جنس آخر غير الأول، وهو ما كان أخضر ضخمًا, والمتلمس: الطالب اهـ. باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>