للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عادة فهو مواظب عليه (١).

قال المفسرون: يريد أن أهل بدر كذبوا كما كذب آل فرعون ونزل بهم كما نزل بآل فرعون (٢)، قال ابن عباس: يريد: هكذا كان دأب آل فرعون أيقنوا أن فرعون كذاب عاد في الأرض وأن موسى نبي من الله فكذبوه، كذلك أنتم جاءكم محمد بالصدق والدين فكذبتموه وجحدتم نبوته فأنزل الله بكم عقوبته كما أنزل بآل فرعون (٣)، وذلك قوله: {كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ} ومضى الكلام في {كَدَأْبِ} مستقصى في سورة آل عمران [١١].

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ} أي قادر لا يغلبه شيء {شَدِيدُ الْعِقَابِ} لمن كفر به وكذب رسله.

٥٣ - قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً} الآية، (ذلك) إشارة إلى ما تقدم من أخذ الله بالعذاب لمن كفر بآيات الله، فـ (ذلك) ابتداء وخبره {بِأَنَّ اللَّهَ} وهو كما تقول: العقاب بذنوب العباد.

وقوله تعالى: {لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً} الآية، أكثر النحويين يقولون: إنما حذفت النون لأنها تشبه بما فيها (٤) من الغنة حروف اللين، ووقعت طرفًا فحذفت تشبيهًا بها كما تقول: لم يدع، ولم يرم، ولم يك (٥).

وهذا ينتقض بقولهم: لم يزن، ولم يخن، ولم يسمع حذف النون في


(١) انظر: "معانى القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٢٠.
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" ٦/ ٦٧ ب، والبغوي ٣/ ٣٦٨، وابن الجوزي ٣/ ٣٧٠.
(٣) رواه بمعناه مختصرًا البغوي ٣/ ٣٦٨، وذكر نحوه ابن الجوزي ٣/ ٣٧٠.
(٤) في (س): (بما قبلها)، وهو خطأ.
(٥) انظر: "كتاب سيبويه" ٤/ ١٨٤، و"حاشية الصبان" ١/ ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>