للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا إجماع من المفسرين أن قوله: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} نسخ للميراث بالهجرة والحلف (١).

ومعنى قوله: {فِي كِتَابِ اللَّهِ}، قال الزجاج: أي في حكم الله كقوله: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: ٢١] أي: حكم الله (٢)، قال الزجاج: وجائز أن تكون هذه الأشياء (٣) مكتوبة في اللوح المحفوظ، كقوله: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ} إلى قوله: {إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: ٢٢] (٤).


(١) انظر: "الناسخ والمنسوخ" لأبي عبيد ص ٢٢٤، وللنحاس ٢/ ٣٩٤، و"تفسير ابن جرير" ١٠/ ٥٢، والبغوي ٣/ ٣٨١، وقول المؤلف: هذا إجماع من المفسرين، فيه نظر، فقد ذهب الإمام ابن جرير إلى أنه ليس في الآيات ناسخ ولا منسوخ، فعند تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية، قال: وهذه الآية تنبيء عن صحة ما قلنا: إن معنى قوله الله: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} في هذه الآية، وقوله: {مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} إنما هو النصرة والمعونة، دون الميراث؛ لأنه جل ثناؤه عقب ذلك بالثناء على المهاجرين والأنصار، والخبر عما لهِم عنده، دون من لم يهاجر، بقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا} الآية، ولو كان مراداً بالآيات قبل ذلك الدلالة على حكم ميراثهم، لم يكن عقيب ذلك إلا الحث على إمضاء الميراث على ما أمر، وفي صحة ذلك كذلك الدليل الواضح على أن لا ناسخ في هذه الآيات لشيء ولا منسوخ.
"تفسير الطبري" ١٠/ ٥٧، وانظر: "النسخ في القرآن" ٢/ ٧٣٧.
(٢) هذا القول ليس موجودًا في "معاني القرآن وإعرابه" المطبوع، وقد ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٣٨٧، والمصنف في "الوسيط" ٢/ ٤٧٤.
(٣) (ح): (الآية)، وهو خطأ.
(٤) ليس موجودًا في "معاني القرآن وإعرابه" المطبوع، ومراده أن معنى (في كتاب الله) أي في اللوح المحفوظ، ولا يريد جواز ذلك وجواز عدمه كما قد يتبادر إلى الذهن من عبارته.

<<  <  ج: ص:  >  >>