للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلها" (١)، وهو مذهب سفيان الثوري، وكان يقول: يوم الحج الأكبر أيامه كلها مثل يوم صفين ويوم الجمل ويوم بعاث (٢) يراد به الحين والزمان؛ لأن كل حرب من هذه الحروب دامت أيامًا كثيرة (٣).

فمن قال: إنه يوم عرفة احتج بأن معظم الحج يقضى فيه وهو الوقوف، ومن قال: إنه يوم النحر احتج بأن أعمال الحج وقضاء المناسك يوم النحر؛ لأن في ليلة نهار (٤) يوم النحر الوقوف بعرفة غير فائت إلى طلوع الفجر، وفي صبيحتها تعمل أعمال الحج، فالحج كله يوم النحر (٥)، ومعنى الحج الأكبر: الحج بجميع أعماله، والحج الأصغر: العمرة، وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء (٦)، والزهري (٧) والشعبي (٨).


(١) رواه ابن جرير ١٠/ ٧٤، والثعلبي ٦/ ٧٨ ب.
(٢) يوم بعاث: بضم الباء: يوم كانت فيه حرب بين الأوس والخزرج في الجاهلية، وبعاث: حصن للأوس. انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ١٨٣، و"لسان العرب" (بعث) ١/ ٣٠٧.
(٣) ذكره بلفظه الثعلبي ٦/ ٧٨ ب، ورواه مختصرًا ابن جرير ١٠/ ٧٤.
(٤) ساقطة من (م).
(٥) قلت: بل أقوى من هذا التعليل ما رواه البخاري تعليقاً عن ابن عمر-رضي الله عنهما- قال: وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج بهذا، وقال: "هذا يوم الحج الأكبر". "صحيح البخاري"، كتاب الحج، باب الخطبة أيام منى ٣/ ٥٧٤، ورواه موصولًا أبو داود في "سننه" ١٩٤٥، كتاب المناسك، باب يوم الحج الأكبر، والحاكم في "المستدرك"، كتاب التفسير، تفسير سورة التوبة ٢/ ٣٣١ مطولًا، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
(٦) ذكره المؤلف في "الوسيط" ٢/ ٤٧٧.
(٧) رواه الثعلبي ٦/ ٧٩ أ، والبغوي ٤/ ١٢، ورواه بمعناه إخبارًا عن قول أهل الجاهلية عبد الرازق ١/ ٢/ ٢٦٦، وابن جرير ١٠/ ٧٦.
(٨) رواه ابن جرير ١٠/ ٧٦، والثعلبي ٦/ ٧٩ أ، والبغوي ٤/ ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>