للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصالحوه، فكانت أول جزية أصابها أهل الإسلام، وأول ذل أصاب أهل الكتاب بأيدي المسلمين" (١).

وإذا كانت الآية نازلة فيهم فمعنى قوله: {لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} أن إقرارهم عن غير معرفة فليس بإيمان، وهذا معنى قول أبي إسحاق: "إنهم لا يؤمنون بالله إيمان الموحدين، فأعلم الله -عز وجل- أن ذلك غير إيمان، وأن إيمانهم بالبعث ليس على جهة الإيمان لأنهم لا (٢) يقرون بأن (٣) أهل الجنة يأكلون ويشربون (٤) " (٥).

وقوله تعالى: {وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ}، قال ابن عباس: "يريد من الميتة والدم ولحم الخنزير" (٦)، وقال الكلبي: "يعني الخمر" (٧)، وقوله تعالى: {وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ}، قال الكلبي: "ولا يعبدون عبادة الحق" (٨)، والحق هو الله تعالى، وروى شيبان (٩) عن قتادة: الحق هو الله


(١) ذكره الثعلبي ٦/ ٩٢ ب.
(٢) (لا) ساقطة من (ح).
(٣) في (ى): (أن)، وما أثبته موافق لـ"معاني القرآن وإعرابه".
(٤) قال الإمام ابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٣٨٢: "لما كفروا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - لم يبق لهم إيمان صحيح بأحد الرسل، ولا بما جاؤوا به، وإنما يتبعون آراءهم وأهواءهم وآباءهم فيما هم فيه، لا لأنه شرع الله ودينه؛ لأنهم لو كانوا مؤمنين بما بأيديهم إيمانًا صحيحًا لقادهم ذلك إلى الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم -؛لأن جميع الأنبياء بشروا به وأمروا باتباعه"ا. هـ.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٤١، وقد اختصر المؤلف كلام الزجاج.
(٦) لم أقف على مصدره.
(٧) لم أقف على مصدره، وقد رواه ابن أبي حاتم ٦/ ١٧٧٨، عن سعيد بن جبير.
(٨) في "تنوير المقباس" عنه عن ابن عباس ص ١٩١: ("لا يخضعون لله بالتوحيد").
(٩) هو: شيبان بن عبد الرحمن التيمي مولاهم، أبو معاوية البصري، المؤدب، كان =

<<  <  ج: ص:  >  >>