للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمروهم أن يعبدوهم من دون الله ما أطاعوهم، ولكنهم أمروهم فجعلوا حلال الله حرامه، وحرامه حلاله فأطاعوهم، فكانت تلك الربوبية" (١).

وقال الربيع: "قلت لأبي العالية: كيف كانت تلك (٢) الربوبية في بني إسرائيل؟ فقال: إنهم وجدوا في كتاب الله ما أمروا به وما نهوا عنه، (فقالوا (٣): لن نسبق أحبارنا بشيء) (٤)، فما أمرونا به ائتمرنا، وما نُهينا (٥) عنه انتهينا، فاستنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم" (٦).

قال أهل المعاني: "معناه: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم كالأرباب حيث (٧) أطاعوهم في كل شيء، كقوله: {حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} [الكهف: ٩٦] أي كنار" (٨).

وهذا بيان أن مخالف أمر الله في التحريم والتحليل كالمشرك في عبادة الله، لأن استحلال ما حرم الله كفر بالإجماع، وكل كافر مشرك، ومن اعتقد طاعة أحد لعينه أو لصفة فيه فأطاعه في خلاف ما أمر الله فهو من الذين ذكروا في هذه الآية أنهم كانوا يعتقدون وجوب طاعة أحبارهم،


(١) رواه الثعلبي ٦/ ٩٨ أ، ورواه بمعناه ابن جرير ١٠/ ١١٥.
(٢) من (م).
(٣) في (ى): (فقال).
(٤) ما بين القوسين تحرف في تفسير ابن جرير (تحقيق: شاكر) هكذا: "قال: لم يسبوا أحبارنا بشيء مضى" وأشار المحقق إلى أنه لم يهتد للصواب، وحذفت الجملة برمتها في طبعة الحلبي، فليصحح.
(٥) هكذا في جميع النسخ، والأولى: نهونا، كما في تفسير ابن جرير والثعلبي.
(٦) رواه الثعلبي ٦/ ٩٨ب، وبنحوه ابن جرير ١٠/ ١١٥، وأشار إليه ابن أبي حاتم ٦/ ١٧٨٤.
(٧) ساقط من (ح).
(٨) ذكره الثعلبي ٦/ ٩٨ ب، والقرطبي ٨/ ١٢٠ منسوبا إلى أهل المعاني دون تعيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>