للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سمة القليل من الكثير، قال: "ويجوز في كل واحد ما جار في صاحبه"، وأنشد:

أصبحن في قُرح وفي داراتها ... سبع ليال غير معلوفاتها (١) (٢)

ولم يقل: غير معلوفاتهن وهي سبع، وكل صواب؛ إلا أن المؤْثر ما فسرت لك (٣).

والأصل في هذا أن جمع القلة يكنى عنه كما يكنى عن جماعة مؤنثة، ويكنى عن جمع الكثرة كما يكنى عن واحدة مؤنثة، كما قال حسان:

لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى (٤) ... وأسيافنا يقطرن من نجدة (٥) دما (٦)

فقال: يلمعن ويقطرن؛ لأن الأسياف والجفنات جمع قلة، ولو جمع جمع (٧) الكثرة لقال: تلمع وتقطر، هذا هو الاختيار، ويجوز إجراء أحدهما مجرى الآخر، كقول النابغة:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب (٨)


(١) في (ى): (معروفاتها)، وهو خطأ.
(٢) سبق تخريج هذا الرجز عند تفسير الآية ٢٥ من سورة براءة.
وقد بين ابن منظور في "لسان العرب" ٦/ ٣٥٧٤ أن (قُرْح) بضم القاف وسكون الراء: اسم وادي القرى أو سوق فيه.
والدارات: جمع دارة وهي كل أرض واسعة بين جبال. المصدر نفسه (دور) ٤/ ٢٩٦.
(٣) "معاني القرآن" ١/ ٤٣٥ باختصار.
(٤) في (ى): (في الضحى)، والمثبت موافق لديوانه.
(٥) في (م): (حدة)، والمثبت موافق لديوانه.
(٦) انظر: "شرح ديوان حسان" ص ٢٢١ وقال الشارح: الجفنات: القصاع، والغر: البيض من كثرة الشحم وبياض اللحم، يصف حسان قومه بالندى والبأس.
(٧) ساقط من (ى).
(٨) انظر: البيت في "ديوان النابغة" ص ٣٢، ونسب إليه أيضًا في "إصلاح المنطق" ص ٢٤، و"خزانة الأدب" ٣/ ٣٢٧، و"كتاب سيبويه" ٢/ ٣٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>