للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن (١) شئت قلت في قوله: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا} صير عاقبة أمرهم ذلك، وإن شئت قلت (٢): عوضهم وأبدلهم والمعنى واحد؛ لأنه التصيير إلى حالة (٣) مخصوصة في العاقبة بخير أو بشر، فالخير ما ذكره النابغة، والشر ما ذكره الله في هذه الآية، قال عطاء عن ابن عباس: (فأعقبه الله نفاقًا حتى مات) (٤).

وقال مجاهد: (أعقبهم الله ذلك بحرمان التوبة كما حرم إبليس) (٥).

قال الزجاج: ([والمعنى: أضلهم بفعلهم، قال: ويجوز أن يكون لما قال: {بَخِلُوا بِهِ} قال: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا}، (٦) أي فأعقبهم بخلهم نفاقًا) (٧).

وقوله تعالى: {إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} هذا دليل على أنه مات منافقا، فقد روي أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بصدقته فقال: "إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك" ثم لم يقبلها أبو بكر ولا عمر ولا عثمان، ومات في خلافته (٨)، فمن قال:


(١) في (ى): و (إن).
(٢) في (ح): (قلت في قوله {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا} وعوضهم .. إلخ).
(٣) في (ى): (حالة واحدة).
(٤) ذكره بمعناه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤٧٥، والفيروزأبادي في "تنوير المقباس" ١٩٩.
(٥) لم أجد من ذكره عن مجاهد سوى المؤلف هنا وفي "الوسيط" ٢/ ٥١٤، وقد رواه بلفظ مقارب ابن جرير ١٠/ ١٩١ عن عبد الرحمن بن زيد.
(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (ى).
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٦٢ بمعناه.
(٨) هذا بعض حديث أبي أمامة الذي سبق تخريجه وبيان ضعفه الشديد، وهذا النص يؤكد بطلان القصة إذ أن الله تعالى يقول: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: ٣٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>