للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التوبة: ٦٦]، وتقول: أعذر (١) فلان أي كان منه ما يُعذر به، ومنه قولهم: قد أعذر من أنذر، واعتذر اعتذارًا: إذا أتى بعذر صدق فيه أو كذب، وعذر تعذيرًا: أي قصر ولم يبالغ. يقال: قام فلان قيام (٢) تعذير فيما استكفتيه: إذا لم يبالغ، وقصر فيما اعتمد عليه، فمن قرأ (المُعَذِرُون) بالتخفيف وهو قراءة جماعة من الصحابة والتابعين (٣)، فمعناه المجتهدون المبالغون في العذر، روى الضحاك عن ابن عباس أنه قرأ: (وجاء المعذرون) (٤)، وقال (لعن الله المعذرين) (٥) ذهب إلى أن المعذرين هم الذين لا عذر لهم (٦).


(١) في (ح): (عذر). وأثبت ما في (م) و (ى) لموافقته لما في "تهذيب اللغة" (عذر) ٣/ ٢٣٦٦.
(٢) في (ح): (مقام). وأثبت ما في (م) و (ى) لموافقته لما في "تهذيب اللغة" (عذر) ٣/ ٢٣٦٦ إذ النص منقول منه.
(٣) روى هذه القراءة ابن جرير عن ابن عباس ومجاهد، وهي أيضًا قراءة زيد بن علي والضحاك والأعرج وأبو صالح وعيسى بن هلال، ومن العشرة يعقوب والكسائي في رواية، وقرأ الباقون بالتشديد. انظر: "تفسير ابن جرير" ١٠/ ٢٠٩ - ٢١١، و"الغاية في القراءات العشر" ١٦٦، و"تقريب النشر" ص ١٢١، و"البحر المحيط" ٥/ ٨٣ - ٨٤.
(٤) "تفسير ابن جرير" ١٠/ ٢١٠، وابن أبي حاتم ٤٦/ ١٨٦٠، وفي سنده بشر بن عمارة، قال البخاري: يُعرف وينكر، وقال الدارقطني: متروك. انظر: "كتاب الضعفاء الصغير" ص٤٦، و"الضعفاء والمتروكون" ص ١٦٠، و"تهذيب التهذيب" ١/ ٢٣٠، ثم إن في الأثر علة أخرى حيث إن الضحاك لم يلق ابن عباس على القول الصحيح، انظر: "تهذيب التهذيب" ٢/ ٢٢٦.
(٥) رواه الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٤٤٨ وعنه ابن الأنباري في "كتاب الأضداد" ص ٣٢١ بإسنادين شديدي الضعف، إذ في أحدهما الكلبي وهو متهم بالكذب كما في "التقريب" ص٤٧٩ (٥٩٠١)، وفي الثاني جويبر البلخي، وهو ضعيف جدًّا كما في "المصدر السابق" ص ١٤٣ (٩٨٧).
(٦) في (م): (الذين لهم عذر)، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>