للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بفتح الألف بني الفعل للفاعل (١) الباني (٢) والمؤسس، فأسند الفعل إليه، كما أضاف البنيان إليه في قوله (بنيانه) وكما أن المصدر مضاف إلى الفاعل كذلك الفعل يكون (٣) مبنيًّا له، ويدل على ترجيح هذا الوجه اتفاقهم على قوله: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ}، ومن بني الفعل للمفعول لم يبعد أن يكون في المعني كالأول؛ لأنه إذا أسس بنيانه فتولى ذلك غيره بأمره كان كبنيانه (٤) هو له، والقراءة الأولى أرجح (٥).

وقوله تعالى: {عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ}، قال ابن عباس: (يريد مخافة من الله، ورجاء ثوابه ورضوانه) (٦)، يريد أنهم طلبوا مرضاة الله في بنيانه (٧).

وقوله تعالى: {خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} قال الحسن: (هذا مثل لنفاقهم، أي مثلهم كمثل من أسس بنيانه على سهل وتراب ليس له أجل، فانهار ولم يثبت (٨) البناء) (٩).


(١) في (م): اللفظ)، وهو خطأ.
(٢) في (ح): (الثا)، وفي (م): (الثاني)، وكلاهما خطأ.
(٣) ساقط من (ح) وفي (م): (يكون الفعل مبنيًّا).
(٤) في (خ) و (ى): (كبنائه).
(٥) لعله يعني من حيث المعنى، وقد قال ابن جرير في "تفسيره" ١١/ ٣٢: (وهما قراءتان متفقتا المعنى فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، غير أن قراءته بتوجيه الفعل إلى (من) إذ كان هو المؤسس أعجب إلى).
(٦) "تنوير المقباس" ص ٢٠٤ بمعناه.
(٧) في (خ) و (ى): (بنائه).
(٨) في (ى) و (م): (لم يلبث)، وما أثبته موافق للمصدر التالي.
(٩) ذكره هود بن محكم في "تفسيره" ٢/ ١٦٩ بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>