للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ} فيه إضمار أي: نظر بعضهم إلى بعض [وقال هل يراكم من أحد.

وقال الأخفش: معنى {نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ}] (١) [قال بعضهم لبعض] (٢)؛ لأن نظرهم في هذا المكان كان (٣) قولًا (٤). فعلى هذا لا يحتاج إلى إضمار؛ لأن نظرهم قام مقام قولهم: {هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ} في المفهوم، وذلك أنه لما جرت عادتهم بأنهم إذا نظر بعضهم إلى بعض أرادوا هذا المعنى صار كأنهم تلفظوا به.

وقوله تعالى: {هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ} إن أضمرنا (٥) القول في الآية كان هذا ملفوظًا به، وإن جعلنا النظر بمعنى القول لم يكن ملفوظًا به، وعرف ذلك بدلالة الحال.

والمعنى: هل يراكم من أحد إن خرجتم، على ما ذكرنا وفيه حذف، ويصح المعنى من غير حذف وهو أن المعنى هل يراكم أحد (٦) من المؤمنين أنكم هاهنا، يقولون ذلك استسرارًا وتحرزًا أن يُعلم بهم مخافة القتل، وهذا معنى قول الضحاك (٧)، والزجاج (٨).


(١) ما بين المعقوفين ساقط من (م).
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (ى).
(٣) ساقط من (ى).
(٤) كتاب "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٣٦٨، وعبارته: لأن نظرهم في هذا المكان كان إيماء أو شبيهًا به.
(٥) ساقط من (م).
(٦) رواه الثعلبي ٦/ ١٦٥ أ.
(٧) رواه الثعلبي ٦/ ١١٦٥.
(٨) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>