للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حذف المفعول وتم الكلام، ثم قال: {إِلَّا أَنْ يُهْدَى} على الاستثناء المنقطع بمعنى: لكن إن هدي ذلك العابد اهتدى، أي إن هداه الله اهتدى، فأما الصنم فلا هداية عنده، وهذا المعنى على قراءة من قرأ (أَمَّنْ لَا يَهْدي)

ساكنة الهاء خفيفة الدال (١).

وقرئ (يَهَدّي) (٢)، و (يِهِدّي) (٣)، و (يَهِدّي) (٤)، و (يَهْدّي) (٥)، ومعانيها كلها (يفتعل) وإن اختلفت ألفاظها.

والجميع أدغموا التاء في الدال لمقاربتها لها؛ ألا ترى أن التاء والطاء والدال من حيز واحد.

واختلفوا في تحرك الهاء، فمن فتح الهاء ألقى حركة الحرف المدغم وهي الفتحة على الهاء كما ألقاها على ما قبل (٦) المدغم في مُعِدّ ومُمِدّ، ومن حرك الهاء بالكسر فلأن الكلمة عنده تشبه المنفصلة، فلم يُلق حركة المدغم على ما قبله نحو (قومْ موسى) إذا أدغم (٧) لا يلقى على الساكن منه


(١) وبهذا قرأ حمزة والكسائي وخلف. انظر كتاب "السبعة" ص ٣٢٦، "إرشاد المبتدي" ص ٣٦٢، "تقريب النشر" ص ١٢٢، "إتحاف فضلاء البشر" ص ٢٤٩.
(٢) بفتح الياء والهاء وتشديد الدال، وهي قراءة ابن كثير وابن عامر وورش وأبي عمرو في أحد الوجهين. انظر المصادر السابقة، نفس المواضع.
(٣) بكسر الياء والهاء وتشديد الدال، وهي قراءة أبي بكر عن عاصم.
(٤) بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال، وهي قراءة حفص عن عاصم، ويعقوب.
(٥) بإسكان الهاء وتشديد الدال، وهي قراءة نافع وأبي عمرو، غير أن أبا عمرو كان يشم الهاء شيئًا من الفتح. انظر المصادر السابقة، نفس المواضع.
(٦) في (ى): (قبلها).
(٧) في "الحجة للقراء السبعة" ٤/ ٢٧٧ الذي نقل منه النص: واسم موسى لا يُلقى على الساكن منه حركة المدغم.

<<  <  ج: ص:  >  >>