للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على أمر البعث والنشور (١)، فعلى القول الأول الكناية في {يَدَيْهِ} تعود إلى القرآن، وعلى القول الثاني تعود إلى الذي قال ابن الأنباري (٢).

تحقيق القول الأول: ولكن تصديق الوحي الذي بين يدي القرآن من الكتب، فالقرآن شاهد لما تقدمه من الكتب أنها حق، وموافق لها في الأخبار وشاهد لها، إذ جاء على ما تقدمت به البشارة فيها.

وتحقيق القول الثاني: ولكن تصديق البعث الذي القرآن بين يديه؛ لأن القرآن يخبر بالبعث، ويدعو إلى الاستعداد له، قال أبو بكر: ويحتمل أن يكون المعنى ولكن تصديق النبي (٣) الذي بين يدي القرآن (٤)؛ [لأنهم شاهدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرفوه قبل أن يسمعوا منه القرآن (٥)] (٦).

وقوله تعالى: {وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ} أراد وتفصيل ما في الكتاب من الحلال والحرام والفرائض والسنن والأحكام، وما في الكتاب هو الكتاب لذلك قال: {وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ} كأن المعنى وتفصيل المكتوب من هذه الأشياء، والتفصيل: التبيين، وقد مر، وهذا معنى قول ابن عباس (٧).


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٠.
(٢) لم يرد لابن الأنباري قول في هذه الجملة من الآية، ولا يمكن أن يكون مراده قول ابن الأنباري الآتي، لعدم اتفاقه مع معنى القول الثاني، ولعل المؤلف يريد قول أبي إسحاق الزجاج.
(٣) في (ح): (الشيء)، وهو خطأ.
(٤) يعني محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، وانظر تفسير القول في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٤٤.
(٥) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٣٢.
(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (ح).
(٧) "تنوير المقباس" ص ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>