للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: ٦٨] أي بين البكر والفارض (١).

وقوله تعالى: {فَلْيَفْرَحُوا} هو أمر للمؤمنين بالفرح.

ومعنى الفرح: لذة في القلب بإدراك المحبوب ونيل المشتهى، يقول: ليفرح المؤمنون بفضل الله ورحمته، فإن ما آتاهم الله من الموعظة وشفاء ما في الصدور، وثلج اليقين بالإيمان، وسكون النفس إليه، خير مما يجمع غيرهم من أعراض الدنيا مع فقد هذه الخلال.

فإن قيل: كيف جاء الأمر للمؤمنين (٢) بالفرح (٣) وقد ذم ذلك في غير (٤) موضع من التنزيل؛ من ذلك قوله: {لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: ٧٦]، وقوله: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود: ١٠]؟

قيل: إن عامة ما جاء مقترنًا بالذم من هذه اللفظة إذا جاءت مطلقة، فإذا قيد (٥) لم يكن ذمًا، كقوله: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: ١٧٠]، وقد قيد في هذه الآية بقوله تعالى: (بذلك).

وقوله: {فَلْيَفْرَحُوا} بالياء، قال الفراء: وقد ذُكر عن زيد بن ثابت أنه قرأ بالتاء (٦)، وقال: معناه: فبذلك فلتفرحوا يا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، هو


(١) الفارض: المسنة الهرمة. انظر: "تفسير ابن جرير" ١/ ٣٤١، ٣٤٢، ٢٤٣، "القاموس المحيط" فصل: الفاء، باب: الضاد ٦٥٠.
(٢) في (م): (المؤمن).
(٣) ساقط من (م).
(٤) ساقط من (ح) و (ز).
(٥) في (ى): (قيل)، وهو خطأ.
(٦) وهي قراءة رويس عن يعقوب -من العشرة- والحسن البصري وغيرهما. انظر: "الغاية في القراءات العشرة" ص ١٧١، "النشر" ٢/ ٢٨٥، "إتحاف فضلاء البشر" ص ٢٥٢، "المحتسب"١/ ٣١٣، وذِكْرها في السواد وهْمٌ من ابن جني.

<<  <  ج: ص:  >  >>