للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خير مما يجمع الكفار، قال: وقوى هذه القراءة قراءةُ أُبيّ (فبذلك فافرحوا) (١)، والأصل في الأمر للمخاطب والغائب اللام، نحو: لتقم يا زيد، وليقم زيد، يدل على هذا أن حكم الأمرين واحد، إلا أن العرب حذفت (٢) اللام من فعل المأمور المواجه (٣) لكثرة استعماله، وحذفوا التاء أيضًا وأدخلوا ألف الوصل، نحو: اضرب واقتل؛ ليقع الابتداء به، كما قالوا (٤): {ادَّارَكُوا} [الأعراف: ٣٨]، و {اثَّاقَلْتُمْ} [التوبة: ٣٨]، وكان الكسائي يعيب قولهم: فلتفرحوا؛ لأنه وجده قليلاً فوجده (٥) عيبًا، وهو الأصل، ولقد سُمع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في بعض المشاهد: "لتأخذوا مصافكم" (٦)


(١) ذكرها عنه أبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" ٢/ ٦٥، وأبو علي الفارسي في "الحجة" ٤/ ٢٨٢، وابن جني في "المحتسب" ١/ ٣١٣، وهي قراءة شاذة مخالفة لرسم المصحف.
(٢) في (ى): (حدثت)، وهو خطأ.
(٣) يعني الحاضر الذي يوجّه له الخطاب.
(٤) هكذا في جميع النسخ، وفي "معاني القرآن": (قال)؛ لأن القول المذكور من القرآن، ولعل الواحدي لم يرد ذلك.
(٥) هكذا في جميع النسخ، وفي "معاني القرآن" فجعله، وهو أصوب.
(٦) لم أجده مسندًا، وقال الزيلعي في "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف" ٢/ ١٢٧: غريب، ولم يذكر له مخرجًا، وقد ذكره بغير سند الفراء في "المعاني" ١/ ٤٧٠، والزمخشري في "الكشاف" ٢/ ٢٤٢، والقرطبي ٨/ ٣٥٤، وأبو حيان في "البحر" ٥/ ١٧٢، وروى معناه في الصلاة الترمذي (٣٢٣٥) في التفسير سورة ص، وأحمد ٥/ ٢٤٣، ولفظهما: على مصافكم كما أنتم، ولا شاهد فيه بهذا اللفظ، ويشهد لهذا الحديث من الناحية اللغوية قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لتأخذوا مناسككم" رواه مسلم (١٢٩٧) في الحج، باب: استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبًا، قال المحقق: هذه اللام لام الأمر، ومعناه: خذوا مناسككم.

<<  <  ج: ص:  >  >>