للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي مع بني أبيكم، فلما حذف (مع) وأقام الواو مقامها أفضى الفعل الذي قبل الواو إلى الاسم الذي بعدها فنصبها (١) بوساطة (٢) الواو، وذلك أن الواو قوية فأوصلته إليه (٣).

وزاد غيره فقال: الواو في مثل هذا للجمع دون العطف، ألا ترى أن ليس قبلها منصوب يعطف عليه بالواو، والواو معنى الجمع فيه أعم من معنى العطف (٤)، ولا تكون الواو عاطفة إلا وهي للجمع، وقد تكون للجمع ولا تكون عاطفة وهي واو الحال، والواو في هذه المسألة جامعة، نحو قولك: استوى الماء والخشبة، الواو (٥) جمعت الخشبة مع الماء (٦)، والخشبة منصوبة بـ (استوى) بتوسط الواو، وعلى هذا، التقدير: فأجمعوا أمركم مع شركائكم (٧).

قال ابن الأنباري: وهذا الوجه خطأ في قول الكوفيين (٨)؛ لأنه لا


= وإنا سوف نجعل موليينا
والبيت بلا نسبة في: "أوضح المسالك" ٢/ ٥٤، "سر صناعة الإعراب" ١/ ١٢٦، "شرح أبيات سيبويه" ١/ ٤٢٩، "كتاب سيبويه" ١/ ٢٩٨.
(١) هكذا في جميع النسخ، وفي "سر صناعة الإعراب" فنصبه، وهو الصواب.
(٢) في (ى): (بواسطة)، والمثبت موافق للمصدر.
(٣) "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٦٤٠.
(٤) ساقط من (ح) و (ز).
(٥) في (ى): (والواو).
(٦) في (م): (الواو)، وهو خطأ.
(٧) لم يتبين لي صاحب هذا القول، وانظر معناه في: "الأصول في النحو" لابن السراج ص ٢٠٩ - ٢١٢، "الإيضاح العضدي" ١/ ٢١٥ - ٢١٧، "الإنصاف في مسائل الخلاف" ص ٢٠٦.
(٨) ذهب الكوفيون إلى أن المفعول معه منصوب على الخلاف، بمعنى أنه لا يحسن فيه تكرير الفعل ولا يصح، فانتصب ما بعد الواو على الخلاف. وذهب البصريون إلى أنه منصوب بالفعل الذي قبل الواو بتوسط الواو وتقويته به فتعدى إلى الاسم فنصبه، وإن كان في الأصل غير متعد. انظر: "الإنصاف في مسائل الخلاف" ص ٢٠٦، "ائتلاف النصرة" ص ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>