للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} [النور: ٣٦].

{وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً}، قال (١) يريد: إلى الكعبة (٢)، وعلى هذا، التقدير: واجعلوا بيوتكم؛ أي مساجدكم قِبَل القبلة، أي (٣) إلى القبلة، وهذا قول مجاهد (٤)، والحسن (٥)، وابن جريج عن ابن عباس قال: كانت الكعبة قبلة موسى ومن معه (٦).


= وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه كما في "الدر المنثور" ٥/ ٥٦٦، وهو من رواية عكرمة.
(١) يعني ابن عباس، وقد رواه ابن جرير ١١/ ١٥٤.
(٢) في هذا القول نظر لما يأتي:
أ- أن تشريع القبلة تجاه بيت المقدس في أول الإسلام يدل على أنها قبلة الأنبياء السابقين، وليست مما غيره أهل الكتاب من دينهم.
ب- أن هذا الأثر عند ابن جرير من رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو الأسدي؛ والأول سيء الحفظ جدًا، فاخش الخطأ، كثير المناكير كما في "تهذيب التهذيب" ٣/ ٦٢٧، والثاني صدوق ربما وهم كما في "التقريب" (٦٩١٨).
(٣) في (م): (أو)، وهو خطأ.
(٤) رواه ابن جرير ١١/ ١٥٤ - ١٥٥ من طريقين أحدهما من رواية ابن جريج وهي ضعيفة لعنعنة ابن جريج وهو مدلس كما في "التقريب" ص ٣٦٣ (٤١٩٤)، والثانية من رواية ابن أبي نجيح وهي ضعيفة أيضًا؛ لأن في سندها أبا حذيفة؛ وهو صدوق سيء الحفظ وكان يصحف، ولم يخرج له البخاري إلا في المتابعات، كما في المصدر السابق ٢/ ٢٨٨.
(٥) ذكره هود بن محكم في "تفسيره" ٢/ ٢٠٥، لكن بلفظ: مستقبلة القبلة، ومعلوم أن القبلة أعم من الكعبة كما قال تعالى: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ} [البقرة: ١٤٥].
(٦) رواه الثعلبي ٧/ ٢٤ أ، والبغوي ٤/ ١٤٦، وفي سنده ابن جريج وقد عنعنه وهو مدلس كما في "تقريب التهذيب" ص ٣٦٣ (٤١٩٣)، وانظر التعليق على قول ابن عباس السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>