للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأصابه، قال ابن الأعرابي: إذا أتيت رجلا تطلب منه حاجة فقد عروته وعررته واعتريته واعتررته (١).

وقال المفسرون وأهل المعاني (٢) في قوله تعالى: {اعْتَرَاكَ}: أصابك ومسك، والمعنى: أنهم قالوا لهود: ما نقول في سبب مخالفتك إيانا إلا أن بعض آلهتنا أصابك بجنون، فأفسد عقلك وأجنك وخبلك، فالذي تُظهِر من عيبها وطعنها لما لحق عقلَك من التغير، هذا قول عامة أهل التأويل؛ ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة (٣) وغيرهم، فقال نبي الله عند ذلك: {إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ} الآية، يعني إن كانت عندكم عاقبتني لطعني كان (٤) عليها، فإني الآن أزيد في الطعن أي إني متيقن بطلان ما تقولون؛ لبصيرتي في البراءة منها والعيب لها والإنكار لعبادتها.

وقوله تعالى: {وَاشْهَدُوا}، قال أهل المعاني (٥): أشهدهم وليسوا أهلًا للشهادة؛ ليقيم (٦) عليهم الحجة لا لتقوم بهم؛ لأنهم كفرة، فقيل لهم هذا القول للإعذار والإنذار.

وقال أبو علي (٧): قوله: {أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ} على إعمال


(١) ما سبق من "تهذيب اللغة" للأزهري ٣/ ٢٣٧٣ (عرا).
(٢) "معاني الفراء" ٢/ ١٩، "معاني الزجاج" ٣/ ٥٧، "تهذيب اللغة" (عرا) ٣/ ٢٣٧٣.
(٣) رواه عنهم الطبري ١٢/ ٥٩ - ٦٠، وانظر: الثعلبي ٧/ ٤٦ أ، البغوي ٤/ ١٨٣، ابن عطية ٧/ ٣٢٣، القرطبي ٩/ ٥١، "الدر المنثور" ٣/ ٦١٠، عبد الرزاق ٢/ ٣٠٤، ابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٤٦.
(٤) هكذا في النسخ التي بين يدي، ولعل (كان) زائدة.
(٥) القرطبي ٩/ ٥١.
(٦) في (ي): (لتقوم).
(٧) "الحجة" ٥/ ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>