للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {قَائِمَةٌ}، قيل: كانت قائمة من وراء الستر تتسمع إلى الرسل، وقيل: كانت قائمة تخدم الأضياف، وإبراهيم جالس معهم، ويؤكد هذا التأويل قراءة ابن مسعود (١) (وامرأته قائمة وهو قاعد فضحكت) واختلفوا في معنى الضحك هاهنا وفي سببه، فرُوي عن ابن عباس (٢) أنه قال: ضحكت أي: عجبت من فزع إبراهيم، وهذا قول مقاتل (٣) والكلبي (٤) قالا: ضحكت من خوف إبراهيم من ثلاثة وهو (٥) فيما بين حشمه وخدمه، فقيل لها: يا أيتها الضاحكة ستلدين غلامًا، فذلك قوله: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ}، فعلى هذا القول ضحكت للتعجب (٦) ففسر ضحكت: تعجبت لما كان بسبب العجب.

وروى سعيد عن قتادة (٧) قال: ضحكت من غفلة قوم لوط وقرب العذاب منهم، وحكى الفراء (٨) في هذه الآية قولين:

أحدهما: أنها (٩) ضحكت سرورًا بما زال عنها من الخوف؛ لأنها قد


(١) ساقط من (ب)، والقراءة ذكرها الطبري ١٢/ ٧٢، والثعلبي ٧/ ٤٩ أ، والقرطبي ٩/ ٦٦.
(٢) أخرجه إسحاق بن بشر وابن عساكر في "الدر" ٢/ ٦١٣، "زاد المسير" ٤/ ١٣٠.
(٣) "تفسير مقاتل" ١٤٧ ب، الثعلبي ٧/ ٤٩ ب، البغوي ٤/ ١٨٨، القرطبي ٩/ ٦٧، "زاد المسير" ٤/ ١٣٠.
(٤) الطبري ١٢/ ٧٢، الثعلبي ٧/ ٤٩ ب، البغوي ٤/ ١٨٩.
(٥) ساقط من (ب).
(٦) في (ب): (للتعجب).
(٧) الطبري ١٢/ ٧٢، الثعلبي ٧/ ٤٩ ب، عبد الرزاق ٢/ ٣٠٦، وابن المنذر، وابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٥٤، وأبو الشيخ كما في "الدر" ٣/ ٦١٦، البغوي ٤/ ١٨٩، ورجح هذا القول الطبري ١٢/ ٧٤.
(٨) "معاني القرآن" ٢/ ٢٢.
(٩) في (ب): (أنه).

<<  <  ج: ص:  >  >>