للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن إسحاق (١): ابن عشرين ومائة سنة. وقال الكلبي (٢): ابن تسع وتسعين سنة.

قال أبو إسحاق (٣): (شيخا) منصوب على الحال، والحال هاهنا نصبه من لطيف النحو وغامضه، وذلك أنك إذا قلت: هذا زيد قائمًا، فإذا كنت تقصد أن تخبر من لم يعرف زيدًا أنه زيد لم يجز هذا؛ لأنه لا يكون زيدًا ما دام قائمًا فإذا زال عن القيام فليس يزيد، وإنما تقول للذي يعرف زيدًا هذا زيد قائمًا فيعمل في الحال التنبيه، المعنى (٤): انتبه لزيد في حال قيامه أو أشير لك إلى زيد في حال قيامه. قال ابن الأنباري (٥): وهذا إنما وقعت الإشارة معه إلى الشيخوخة، أي: تنبهوا على شيخوخة بعلي، كما يقول القائل: هذا الله لطيفًا كريمًا. يريد تنبهوا على لطفه وكرمه، وما يجهله -عز وجل- ذو عقل وتمييز.

وقوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ}، العجيب بمعنى المُعْجِب يقال: أعجبني الشيء فهو معجب وعجيب، قال ابن عباس (٦): يريد أن يولد لابن مائة سنة ولكبرها وأنها حرمت الولد في شبابها وأعطيته في كبرها.


(١) الطبري ١٢/ ٧٦، الثعلبي ٧/ ٥٠ أ، البغوي ٤/ ١٨٩، "زاد المسير" ٤/ ١٣٣.
(٢) "تنوير المقباس" ص ١٤٣، "زاد المسير" ٤/ ١٣٢.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٦٣، وانظر: "تهذيب اللغة" (بعل) ١/ ٣٦٢.
(٤) ساقط من (ب).
(٥) "زاد المسير" ٤/ ١٣٢.
(٦) قال به الطبري ١٢/ ٧٧، "زاد المسير" ٤/ ١٣٣، القرطبي ٩/ ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>