للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ}، نهاهم عن التطفيف وبخس الحق في المكيال، وهو ما يكال به، والميزان وهو ما يوزن به، ونقص المكيال أن يجعله على حد هو أنقص مما هو المحدود والمعهود فيما بينهم، ونقص الميزان أن يجعل السنجات (١) التي يوزن بها أخف، وما يوزن به فهو ميزان، والسنجات يوزن بها (٢)، ولا يتصور نقص الميزان في الكفتين.

وقوله تعالى: {إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ}. قال عامة المفسرين (٣): يعني النعمة والخصب وكثرة المال وزينة الدنيا، ومعنى قوله: {إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ} بعد نهيهم (٤) عن التطفيف يحتمل وجهين:

أحدهما: ما قال المفسرون (٥) أنه حذرهم غلاء السعر وزوال النعمة [إن لم يتوبوا فكأنه قال: لا تطففوا فيحل بكم العذاب وزوال النعمة] (٦).

والآخر: ما ذكره الفراء (٧) قال: أراد: لا تنقصوا المكيال وأموالكم كثيرة يعني بعد أن أنعم الله عليكم برخص السعر وكثرة المال، فأي حاجة


(١) السنجات التي توضع في "الميزان" لتبين قدر الموزون، ولقال: صنجة بالصاد وبالسين أفصح، فارسي معرب. انظر: "تهذيب اللغة" (سنج) ٢/ ١٧٦٨، "اللسان" (سنج) ٤/ ٢١١٢.
(٢) ساقط من (ي).
(٣) الطبري ١٢/ ٩٩، الثعلبي ٧/ ٥٤ أ، "زاد المسير" ٤/ ١٤٧.
(٤) في (ي): (نهيكم).
(٥) روى الطبري ١٢/ ٩٨ - ٩٩ هذا القول عن ابن عباس والحسن، البغوي ٤/ ١٩٥، "زاد المسير" ٤/ ١٤٧.
(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٧) "معاني القرآن" ٢/ ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>