للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقاتل (١) فإنه يقول: هو صلاة العشاء؛ لأنه أدخل المغرب في طرفي النهار، [وقال أبو إسحاق (٢): هو منصوب على الظرف، كما تقول: جئت (٣) طرفي النهار] (٤) وأول الليل، قال: ومعنى زلفًا من الليل: الصلاة القريبة من أول الليل، وأصل الكلمة من الزلفة والزلفى، وهي القربة، يقال: أزلفته فازدلف أي قربته فاقترب.

وقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، قال ابن عباس والمفسرون (٥): يريد [إن الصلوات الخمس] (٦) تكفر ما بينها من الذنوب إذا اجتنبت الكبائر، وروى ليث عن مجاهد (٧) قال: هي قول العبد: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

وقوله تعالى: {ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}، قال ابن عباس: يريد: هذا موعظة فـ (ذلك) عنده بمعنى (هذا)، وذكرنا وجهه في قوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} (٨)


(١) "تفسير مقاتل" /١٥٠ أ، البغوي ٤/ ٢٠٤.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٨٢.
(٣) ساقط من (ي) في الزجاج "كما تقول حينا طرفي النهار .. ".
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٥) الطبري ١٢/ ١٣٢، الثعلبي ٧/ ٥٩ ب، البغوي ٤/ ٢٠٤، "زاد المسير" ٤/ ١٦٨، ابن عطية ٧/ ٤١٦ - ٤١٧. وفي الحديث "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهنّ" أخرجه مسلم (ح ٢٣٣) في الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات .. عن أبي هريرة.
(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٧) الطبري ١٢/ ١٣٣ رواه منصور عن مجاهد، الثعلبي ٧/ ٥٩ ب، ابن عطية ٧/ ٤١٧، "زاد المسير" ٤/ ١٦٨.
(٨) البقره: ٢. وخلاصة مما ذكره: "أنه إنما يجوز ذلك بمعنى هذا لما مضى وقرب وقت تقضيه أو تقضى ذكره".

<<  <  ج: ص:  >  >>