للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للخلق أمركما يكون في الدنيا للفقهاء والأمراء، وقرئ {يَرجع} (١)، وذكرنا هذا مستقصى في المعنى والتوجيه عند قوله: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} (٢) في سورة البقرة.

وقوله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}، أي أنه يجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، والمعنى في قوله: {يَعْمَلُونَ} ينصرف إلى جميع الناس مؤمنهم وكافرهم، وقرئ (٣) (تعملون) بالتاء على معنى قل لهم: {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.


(١) قرأ نافع وحفص عن عاصم (يُرجَع) بضم الياء وفتح الجيم، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم (يَرجعُ) بفتح الياء وكسر الجيم، انظر: "السبعة" ص ٣٤٠، "الكشف" ١/ ٥٣٨، "إتحاف" ٢/ ١٣٧.
(٢) البقرة: ٢١٠. قال هنالك: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} أي من الجزاء ومن الثواب والعقاب، وذلك أن العباد في الدنيا لا يجازون على أعمالهم، ثم إليه يصيرون، فيعذب من يشاء ويرحم من يشاء .. ويكون المعنى على أن الله ملّك عبيده في الدنيا الأموال والتصرف فيها، ثم يرجع الأمر في ذلك كله إلى الله تعالى في الآخرة فلا يملك أحد شيئًا".
(٣) قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم بالتاء، وقرأ الباقون بالياء. انظر: "السبعة" ص ٣٤٠، "الكشف" ١/ ٥٣٨، "إتحاف" ٢/ ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>