للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المعطوف عليه بالنون وهو قوله: {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ} قال ابن عباس: يريد أتفضل على من أشاء برحمتي.

وقوله تعالى: {وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} قال عطاء: يريد ثواب الموحدين وقال ابن عباس (١) ووهب: يعني الصابرين، وذلك لحسن صبر يوسف فيما عانى من أنواع المكاره.

٥٧ - قوله تعالى: {وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} ذكر العلماء في هذه الآية قولين أحدهما: أن المعنى ما يعطي الله تعالى من ثواب الآخرة، خير للمؤمنين الذين يعدلون ويؤثرون الصواب في تقوى الله تعالى، من التمكين في الدنيا (والملك، والمعنى أن ما يعطي الله يوسف في الآخرة خير مما أعطاه في الدنيا) (٢)، هذا الوجه هو الموافق (٣) للظاهر وهو الذي عليه العامة (٤).

الوجه الثاني (٥): أن أجر الآخرة خير من التشاغل في الدنيا الفانية الزائلة. وعلى هذا قيل: (ولأجر الآخرة خير) وإن لم يكن في التشاغل بالدنيا خير، على مذهب العرب من قولهم: زيد أعقل الرجلين، وإن لم يكن للثاني عقل، والشاهد بهذا قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} [الفرقان: ٢٤]، وأصحاب النار لا خير في مستقرهم البتة.


(١) الثعلبي ٧/ ٩١ أ، القرطبي ٩/ ٢١٩.
(٢) ما بين المعقوفين مكرر في (أ)، (ج).
(٣) هنا زائد (في) في (أ)، (ب).
(٤) "زاد المسير" ٤/ ٢٤، والرازي ١٨/ ١٦٤، و"البحر المحيط" ٥/ ٣٢٠، وابن عطية ٨/ ١٠، والطبري ١٣/ ٧.
(٥) ذكره الرازي ١٨/ ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>