للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قيل: (١) هذه كفالة بشيء مجهول، قلنا: حمل (٢) بعير من الطعام كان معلومًا عندهم فصحت الكفالة به، غير أن هذا كفالة مال لرد سرقة، وهو كفالة ما لم يجب؛ لأنه لا يحل للسارق أن يأخذ شيئًا على رد السرقة، ولعل مثل هذه الكفالة كانت تصح عندهم.

٧٣ - وقوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ} قال الفراء (٣): العرب لا تقول: تالرحمن، ولا يجعلون مكان الواو تاء إلا في الله، وذلك أنها أكثر الأيمان مجرى في الكلام، فتوهموا أن الواو منها لكثرتها في الكلام وأبدلوها تاء، كما قالوا: التراث وتترى، وهو من المواترة والتُّخمة والتُّجاه، وقال البصريون (٤): الواو في (والله) بدل من التاء، والتاء بدل من الواو، فضعفت عن التصريف في سائر الأسماء، وجعلت فيما هو أحق بالقسم وهو اسم الله جل وعز. وإنما جاز إبدال التاء من الواو؛ لأنهما من حروف الزوائد والبدل، والتاء أقرب حروف البدل إلى الواو.

وقوله تعالى: {لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ} قال المفسرون وجميع أهل المعاني (٥): حلفوا على علمهم بذلك؛ لأنهم كانوا معروفين


= باب تضمين العارية، وابن ماجه (٢٤٠٥) كتاب الصدقات باب الكفالة. وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (١٤١٢)، وقال: أخرجه الطيالسي (١١٢٨) وعنه البيهقي ٦/ ٨٨، وأحمد ٥/ ٢٦٧، وأبو داود (٣٥٦٥) وابن عدي ١/ ١٠ ..).
(١) القرطبي ٩/ ٢٣٢، الرازي ١٨/ ١٨٠.
(٢) (حمل) مكرر في (ج).
(٣) "معاني القرآن" ٢/ ٥١ والتُّجاه من واجهك.
(٤) "إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ١٥٥، الرازي ١٨/ ١٨٠، "زاد المسير" ٤/ ٢٥٩.
(٥) الطبري ١٣/ ٢١، الثعلبي ٧/ ٩٧ ب، البغوي ٤/ ٢٦١، ابن عطية ٨/ ٢٩، "زاد المسير" ٤/ ٢٦٠، الرازي ١٨/ ١٨٠، القرطبي ٩/ ٢٣٤، "معاني الفراء" =

<<  <  ج: ص:  >  >>