للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٩٠ - قول تعالى: {قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ} قرأه أكثر (١) القراء بالاستفهام، في قراءة (٢) أبي: أو أنت يوسف، وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس (٣): أن يوسف قال لهم: (هل علمتم) الآية، ثم تبسم فلما أبصروا ثناياه وكانت كاللؤلؤ المنظوم شبهوه بيوسف فقالوا له استفهامًا: {أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ} ويدل على صحة الاستفهام قوله تعالى: {أَنَا يُوسُفُ} وإنما أجابهم عما استفهموا عنه، وقرأ ابن كثير: إنك على الخبر، وحجته ما روى عطاء عن ابن عباس (٣): أن إخوة يوسف لم يعرفوه حتى وضع التاج عنه، وكان له في قرنه علامة، وكان ليعقوب وإسحاق مثلها شبه الشامة، فلما رفع التاج عرفوه بتلك العلامة، فقالوا: إنك لأنت يوسف، (وقال ابن إسحاق (٤): رفع الحجاب فعرفوه فقالوا: إنك لأنت يوسف) (٥)، ويجوز (٦) أن يكون ابن كثير أراد: الاستفهام ثم حذفه، كما قال أبو الحسن في قوله: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ} (٧) أنه على الاستفهام كأنه أو تلك؛ لأن حرف الاستفهام قلَّ ما يحذف (٨) في غير الشعر.


(١) قرأ جميع القراء بالاستفهام، غير ابن كثير فقرأ: (إنك لأنت يوسف) على الخير، واختلفوا في الهمز، فكان حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر يهمزون همزتين (أئنك) والباقون يهمزون همزة واحدة.
انظر: "السبعة" ص ٣٥١، "إتحاف" ص ٢٦٧، الطبري ١٣/ ٥٥، ابن عطية ٨/ ٦٦.
(٢) الطبري ١٣/ ٥٥، ابن عطية ٨/ ٦٦، و"البحر" ٥/ ٣٤٢، و"المحتسب" ١/ ٣٤٩.
(٣) الثعلبي ٧/ ١٠٨ أ، و"زاد المسير" ٤/ ٢٨١، البغوي ٤/ ٢٧٣، القرطبي ٩/ ٢٥٦.
(٤) الطبري ١٣/ ٥٥، و"زاد المسير" ٤/ ٢٨١.
(٥) ما بين القوسين مكرر في (أ).
(٦) من هنا يبدأ النقل عن كتاب "الحجة" ٤/ ٤٤٧.
(٧) "الشعراء" ٢٢.
(٨) إلى هنا انتهى النقل عن "الحجة" ٤/ ٤٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>