للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإجابة، وظن القوم أن الرسل قد كُذِبُوا فيما وعدوا من نصرهم وإهلاك من كذبهم، والثاني: وتيقن الرسل أنهم قد كُذِبُوا في وعد قومهم إياهم الإيمان: أي وعدوا أن يؤمنوا ثم لم يؤمنوا.

والأول هو قول سعيد بن جبير (١) رواه إسماعيل بن علية (٢) عن أبي المعلى (٣) عنه.

وروى ابن أبي مليكة عن ابن عباس (٤): أنه قرأ: (وظنوا أنهم كذبوا) يذهب إلى أن الرسل ضُعفوا، فظنوا أنهم قد خُلفوا، قال ابن عباس (٥): وكانوا بشرًا.

قال أبو بكر بن الأنباري: وهذا غير معول عليه من جهتين: إحداهما (٦): أن التفسير فيه ليس عن ابن عباس، لكنه من [متأول] تأوله عليه، والأخرى: أن في قوله: {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} دلالة على أن أهل الكفر لما ظنوا ما لا يجوز ظن مثله واستضعفوا رسل الله، نصر الرسل ولو كان


(١) في الطبري ١٣/ ٨٤، رواية إسماعيل بن علية، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد (٢٠٠٠٧)، وفي رواية أخرى: وهيب، عن أبي المعليّ العطار، عن سعيد (٢٠٠١٠).
(٢) هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم، أبو بشر البصري، المعروف بابن عُليّه، ثقة حافظ، روى له الجماعة، توفي سنة ١٩٣ هـ.
انظر: "التقريب" ص ١٠٥ (٤١٦).
(٣) هو يحيي بن ميمون الضبي، أبو المعلي العطار الكوفي، ثقة، روى له البخاري تعليقًا، والنسائي وابن ماجه، توفي سنة ١٣٢ هـ.
انظر: "التقريب" ص ٥٩٧ (٧٦٥٨).
(٤) الطبري ١٣/ ٨٧.
(٥) الطبري ١٣/ ٨٧.
(٦) في (ج): (إحديهما).

<<  <  ج: ص:  >  >>