للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا الكلام يدل على نُبعث ونُحشر، كأنه قال: أنبعث إذا كنا ترابًا، وهكذا إذا لم يدخل الاستفهام في الجملة الثانية؛ لأن ما بعد أن فيما قبله بمنزلة الاستفهام، في أنه لا يجوز أن يعمل، فلما قدرت هذا الناصب لـ"إذا" مع الاستفهام، [لأن الاستفهام] (١) لا يعمل ما بعده فيما قبله، كذلك تقدره في "أن"؛ لأن ما بعدها أيضًا لا يعمل فيما قبلها، وهذا الذي ذكره أبو علي هو شرح كلام أبي إسحاق (٢) وقد ذكره.

وقوله تعالى (٣): {وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} الأغلال جمع الغل، وهو طوق (٤) تقيد به اليد إلى العنق، يقال منه غل الرجل فهو مغلول.

قال أبو إسحاق (٥): جاء في التفسير أن الأغلال في أعناقهم يوم القيامة؛ والدليل على ذلك قوله (٦) {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ} إلى قوله {ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} (٧)، قال: ويجوز أن يكون معنى الأغلال هاهنا أعمالهم السيئة التي هي لازمة لهم، كما يقال للرجل: هذا غل في عنقك، للعمل السيء، معناه أنه لازم لك وأنك مجازى عليه العذاب.


(١) ما بين المعقوفين ليس في (ج).
(٢) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٣٨.
(٣) في (ب): (وأولئك).
(٤) في (أ)، (ج): (طرق).
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٣٩، وفيه: أن الأغلال الأعمال في أعناقهم.
(٦) في (ج): (تعالى).
(٧) غافر: ٧١ - ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>