للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الكلبي (١): كالشيء الذي يتمتع به ثم يفنى ويذهب، مثل القصعة والقِدْر والقدح ينتفع بها ثم يذهب.

٢٧ - قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} الآية، قال المفسرون (٢): نزلت في أهل مكة حين طالبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالآيات، قال أهل المعاني: إنهم لم يستدلوا فيُعملوا مدلول الآيات التي بها، فلم يعتدوا بها، وقالوا هذا القول جهلًا منهم.

وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ} قال ابن عباس (٣): يريد عن دينه، يعني كما أضلكم بعد ما رأوا من الآيات وحرمكم الاستدلال بها، {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} أي رجع إلى الحق، قاله الزجاج (٤)، وإنما يرجع إلى الحق من يشاء الله، فكأنه قال: ويهدي إليه من يشاء، كما قال: {وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (٥) في مواضع.

٢٨ - قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا} قال الزجاج (٦): (الذين) في موضع نصب ردًّا على (من)، المعنى: يهدي الله الذين آمنوا، {وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} قال ابن عباس (٧): يريد إذا سمعوا القرآن خشعت قلوبهم واطمأنت، وإذا سمعوا ذكر الله أحبوه واستأنسوا به، ونحو هذا قال


(١) "تنوير المقباس" ص ١٥٨، الثعلبي ٧/ ١٣٤ أ.
(٢) الطبري ١٣/ ١٤٤، والثعلبي ٧/ ١٣٤ أ، و"زاد المسير" ٤/ ٣٢٦، والقرطبي ٩/ ٣١٥، و"البحر المحيط" ٥/ ٣٨٨.
(٣) "تنوير المقباس" ١٥٨، و"زاد المسير" ٤/ ٣٢٦، والقرطبي ٩/ ٣١٥.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٤٧.
(٥) يونس: ٢٥، إبراهيم: ٤، النحل: ٩٣، فاطر: ٨، المدثر: ٣١.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٤٧ وفيه: يهدي إليه.
(٧) "تنوير المقباس" ص ١٥٨، بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>