للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بمنزلة الولد الذي تنتجه الناقة، وهذا كما تقول العرب: قد لقحت الحرب وقد نتجت ولدًا أنكدًا (١)، يُشبِّهون ما تشتمك عليه من (٢) ضروب الشر بما تحمله الناقة، ويُشبِّهون بما يتولد منها من القتل والنهب بما تضعه الناقة (٣)، يشهد لصحة هذا قول الشاعر (٤):

لَقَحَتْ حُرْبُ وائلٍ عن حِيالِ (٥)

والرياحُ العقيمُ غيرُ لاقح، إذا لم تحمل ما يتولد منه مطر ويصدر عنه روح وفرح (٦).


(١) الكلمة غير واضحة في جميع النسخ كأنها: أيلد، والتصويب من "تفسير الفخر الرازي" ١٩/ ١٧٦ والنّكدُ: الشؤم واللؤم، وكل شيٍ جر على صاحبه شرًّا فهو نَكَدٌ ونَكِدٌ، وصاحبه أنْكَدُ ونَكِدٌ. "المحيط في اللغة" (نكد) ٦/ ٢١٤.
(٢) ساقطة من (أ)، (د).
(٣) "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٩٤ ورد مختصرًا، الفخر الرازي ١٩/ ١٧٦ ورد مختصرًا غير منسوب.
(٤) هو الحارث بن عباد (جاهلي).
(٥) وقدره:
قَرّبا مَرْبِطَ النعامةِ منِّي
ورد في "الأصمعيات" ص ٧١، "الحيوان" ٤/ ٣٦١، "أمالي القالي" ٢/ ١٣١، "الأزهية" ص ٢٨٠، " الاقتضاب" ص ٤٤٣، "شرح الجواليقي" ص ٢٦٦، "أمالي ابن الشجري" ٢/ ٦١٢، "الحماسة البصرية" ١/ ١٦، وورد بلا نسبة في: "معاني الحروف" للرماني ص ٩٥، "المنصف" ٣/ ٥٩ (النعامة) اسم فرسه، (المربط) الموضع الذي تربط فيه، (لقحت) حملت، (عن حيال) بعد حيال؛ أراد أنها هاجت بعد سكونها، يقول ابن السيد: والحيال: أن تضرب الناقة فلا تحمل، وإنما ضرب ذلك مثلاً لِمَا تولد عن العرب وأنتج منها من الأمور التي لم تكن تحتسب بعد ذلك.
(٦) خلاصة القول في (لواقح) أن فيها ثلاثة أقوال: أن الرياح ملقحة، أو لاقحة، أو =

<<  <  ج: ص:  >  >>