للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآية (١).

وعلى هذا فالريح الحارة فيها نار، ولها لفح وأُوار (٢)، على ما ورد في الخبر أنها من لفح جهنم، ومعنى السموم في اللغة: الريح الحارة تكون بالنهار وقد تكون بالليل، قيل: سُميت سمومًا لدخولها بلطف في مسام البدن، وهي الخروق الخفية التي تكون في جلد الإنسان، يبرزُ منها عَرقُهُ وبُخار باطنه (٣).

قال الفراء: يقال أَسَمَّ يومنا هذا، إذا كانت فيه السموم، وإنه ليوم مُسِمٌّ، والعرب تقول: مَسْمُوْمٌ، ولا يُقَال: قد سُمّ، قال: وسمعت من يقول: قد سُمّ يومنا (٤).


(١) "أخرجه الطبري" ١٤/ ٣٠ بنصه، والطبراني في "الكبير" ٩/ ٢٤٧ بنحوه، وورد في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٤٨ أبنصه، والطوسي ٦/ ٣٣١، و"تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٤٠٠، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٢٣، والخازن ٣/ ٩٥، وابن كثير ٢/ ٦٠٥، "الدر المنثور" ٤/ ١٨٣ - ١٨٤ وزاد نسبته إلى الطيالسي والفريابي وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في الشعب، ولم أقف عليه فيهما.
هذا القول ورد موقوفاً على ابن مسعود (كما في المصادر السابقة)، وروي عنه مرفوعاً في مسند البزار "البحر الزجار" ٥/ ٢٥٠ وإسناده ضعيف كما أشار إلى ذلك الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/ ٣٨٨، وأخرجه ابن مردويه عنه مرفوعاً كما في "تفسير الشوكاني" ٣/ ١٨٩ - ١٩٠، والألوسي ١٤/ ٣٤.
(٢) الأُوار بالضم: شدَّةُ حر الشمس ولفح النار ووهجها والعطش، وقيل الدُّخان واللهبُ. "اللسان" (أور) ١/ ١٦٩.
(٣) انظر: "المنتخب من غريب كلام العرب" ١/ ٤٢٣، "تهذيب اللغة" (سم) ٢/ ١٧٦٢، و (سمم) في "الصحاح" ٥/ ١٩٥٤، و"اللسان" ٤/ ٢١٠٢، و"عمدة الألفاظ" ٢/ ٢٥٦.
(٤) لم أجده في معانيه، وبعض هذا الكلام ورد في التهذيب منسوباً إليه. انظر: "تهذيب اللغة" (سم) ٢/ ١٧٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>